رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد عامر الأحمدي
فهد عامر الأحمدي

أكثر عشرة أخطاء يرتكبها الوزراء (2-2)

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في آخر مقال تعرضت لخمسة أخطاء يقع فيها معظم المسؤولين لدينا.. أخطاء إدارية وقيادية تتضمن الانعـزال، والتجاهل، والضياع في البيروقراطية، وعدم قياس الأداء، والاحتجاج بضعف الميزانية.. ... أمـا الخطأ السادس الذي قـد يقع فيه أي وزير فهـو (الغموض وعدم الشفافية): فـقـبل أن تـتهم بالانعـزال أو البيروقراطية استبق كل هذا بتبني مبدأ الشفافية ونشر الحقائق من خلال متحدث رسمي وموقع إلكتروني.. فالشفافية ليست فقط دليل نزاهة، بـل وأداة فعالة لتطهير بيئة العمل وضمان سيرها في الاتجاه الصحيح.. فما يحدث في الخفاء يجنح للفساد، ومن يجنح للفساد سيحاول إقـناعك بغير ذلك (وفي عصر الانكشاف الفضائي بالذات كن مستعداً للاعتذار في أي لحظة عـما يحدث داخل وزارتك)... ـــ الخطأ السابع (محاولة البدء من الصفر): بعض وزاراتـنا تبدأ من الصفر مع كل وزير جديد.. لا نملك ثقافة مؤسسات وبالتالي تتغير الأهداف والأولويات بتغير الأشخاص والمناصب.. يخطئ الوزير الجديد حين يبدأ من الصفر ويعتقد أنه سينجز ماعجز عنه أسلافه خلال فترة ولايته.. إن لم يبدأ من حيث انتهى زميله السابق سينتهي قبل خط النهاية ويأتي "زميل لاحق" ينظف من بعده.. مالم نحرص على حماية الإنجازات الناجحة (وضمان استمرارها حتى النهاية) ستعيش وزاراتنا في تخبط دوري وقرارات بندولية يتحمل المواطن معاناتها! ـــ الخطأ الثامن (عدم الإنصات وتجاهل المواهب): ابحـث عن المواهب لأن الأفكار الجميلة لا تأتي بالضرورة من أصحاب المناصب.. الاقتراحات الرائعة قـد تأتي من موظف صغير أو مواطن مغمور أو حتى تغريدة في تويتر.. سبق وطالبت وزاراتنا بتبني الأفكار الاستثنائية وفتح الباب لتلقي اقتراحات الناس المبتكرة.. فالمواطنون شركاء في المسؤولية والاكتفاء بمنسوبي الوزارة يعني التفكير بواحد على المليون من العقول الوطنية (ولفهم الفكرة بشكل أفضل ابحث عن مقال: مطلوب مبتكرين لهذه الوزارة)... ـــ الخطأ التاسع (تجاهـل الخصخصة): منافع الخصخصة لا تغيب عن وزرائنا ومسؤولينا.. والوزارات الخدمية على وجــه الخصوص لا يمكنها تقديم خدمات تضاهي شركة أهلية تعمل في بيئة تنافسية نزيهة.. جزء كبير من مهمة أي وزيـر يجب أن تـنصب على إشراك القطاع الأهلي وتخصيص ما يمكن تخصيصه من خدمات.. محاولة (فعـل كل شيء) لا تـتسبب فقط في فشل الوزارة، بل وتستنزف خزينة الدولة، وتخنق القطاع الخاص، وتجبر رؤوس الأموال على الاستثمار في الخارج.. ـــ الخطأ العاشر (عـدم المبادرة): وأخيراً؛ قـد ينجح الوزير في عمله، ولكن الفرق بين النجاح والتفوق يظل قائماً.. النجاح ينتهي بنتائج متوقعة وتـقـدم في الطريق الصحيح، أما التفوق فـيتجاوز النتائج المتوقعة ويضيف امتداداً للطريق الصحيح.. لن يُـلام الوزير حين يحقق المرجـو منه، ولكنه سـيحظى بتقدير الجميع حين يُـقدم أكثر من المـنتظر منه.. وأمر كهذا لا يتطلب فقط روح المبادرة والابتكار والتفكير خارج الصندوق، بـل وتهيئة بـيئة عمل سليمة وناجحة تـبـدأ بـتلافي كافة الأخطاء السابقة..
نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up