رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

يا صبر أيوب

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

من آفات هذا العصر المخلفات البلاستيكية غير القابلة للتحلل، فحاولوا التقليل منها بقدر الإمكان بالصناعات، ولكنها مع ذلك ما زالت مشكلة خطيرة.
وقدرت مساحة تلك النفايات في المحيط الهادي بثلاثة أضعاف مساحة المملكة المتحدة، وهي عبارة عن أنقاض مبان ونفايات بلاستيكية من مختلف الأنواع، والتي ينتظر أن تتحطم إلى قطع أصغر وتصبح وبالاً على الثروة السمكية في المحيط.
وهناك شركة (أوريغون) الأميركية، ذكرت أن لديها حلاً لمشكلة التلوث البلاستيكي في العالم عن طريق نشارة الخشب.
وستستخدم الشركة النشارة لتصنيع عبوات قابلة لإعادة التدوير، تقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وتخطط شركات نسله وداناو وبيبسي لبيع منتجات تلك الشركة في أوائل 2022. لتقليل اعتماد العالم على البلاستيك الذي ينبعث منه كثير من الملوثات الضارة بالمناخ التي تعادل محروقات 189 مصنعاً للفحم كل عام.
نعود للبلاستيك مرّة أخرى الذي تعاني منه بالدرجة الأولى الدول العربية، التي أصبحت هذه الآفة وبالاً على الغطاء النباتي في الصحارى التي لم يكفِها العطش من قلة الأمطار، فأتاها البلاستيك ليجثم عليها ويخمد أنفاسها.
وللمعلومية فقد مضى لي عدة سنوات، وأنا لا أشرب الماء إلاّ بأكواب من الورق، ولا آكل إلاّ في أطباق من الورق، ولو كان باستطاعتي لحولت كل ما أرتديه إلى ملابس من الورق.. كل هذا فقط لكي أريح ضميري.
والذي يبعث بصيصاً من الأمل أكثر من نشارة الخشب، هو ما عرفته من أن باحثين من جامعة (اتيماجاك) في المكسيك، ابتكروا مادة بلاستيكية قابلة للتحلل، وذلك من أوراق (الصبّار)، لإنتاج سائل عندما يخلط مع مواد طبيعية يحدث تغييراً مثيراً للإعجاب.
وهذه التجربة يمكن أن تساعد على معالجة كارثة البلاستيك في العالم، وتنتهي مشكلة ما يقارب من 3 ملايين طن ترمى سنوياً في الأنهار والبحار والمحيطات.
والبلاستيك المصنوع من الصبار لن يساعد بالضرورة على وقف تدفق النفايات إلى المجاري المائية، لكن الباحثين يقولون إن هذا النوع من البلاستيك يتحلل سريعاً وهو غير ضار إذا تم تناوله، كما أنه عندما يتحلل فإن ثاني أكسيد الكربون الذي ينبعث منه يكافئ ثاني أكسيد الكربون الذي استهلكه كنبات أثناء نموه. ومن حسن الحظ أن الصبّار ينمو في الصحارى، وكثيراً ما شهدناه في مزارعنا ووهادنا وودياننا، وعلى مزارعينا أن يكثروا من زراعته، فهو ثروة المستقبل، وكلما زرعوا نبتة منه، عليهم أن يقولوا: يا صبر أيوب، ثم يكررونها ثلاث مرات.
نقلاً عن الشرق الأوسط

arrow up