رئيس التحرير : مشعل العريفي

الكاتب " الأحمري" يرد على دعوات بعض الوعاظ والمحتسبين بانتهاز فرصةِ قدوم السياح غير المسلمين لدعوتهم إلى الإسلام

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : وجه الكاتب فهد الأحمري سؤالاً للوعاظ والمحتسبين بعد تداول مقاطع لبعضهم يطالبون فيها المجتمع السعودي بانتهاز فرصةِ قدوم السياح غير المسلمين لدعوتهم إلى الإسلام ، قائلاً : " أين أنتم من دعوة غير المسلمين - الغربيون تحديداً- المقيمون بيننا منذ زمن؟، دعك من دعوات الجاليات الآسيوية التي يطلعون بها بُعيد صلوات الجمع، والتي اتضح أن بعضها كانت لإرضاء الكفيل أو مسؤول الشركة!.
بلدنا أشبه بالقارة
وقال الأحمري في مقاله "دعوة السياح بين الرفض والقبول" بصحيفة الوطن : لا شك أن الدعوة إلى الله عمل عظيم ارتبط بعمل الأنبياء عليهم السلام، ولكونه مرتبطا بعمل الأنبياء المصطفين الأخيار، كان لا بد له من شروط ومتطلبات لا يجيدها أي أحد، سيما أن الطرف الآخر اليوم لديه من الثقافة والاطلاع والحجج ما يجعل الداعية غير المطلع في ضعف وحرج، الأمر الذي قد يضر بالدعوة الإسلامية نفسها.
وأضاف : " إن بلدنا أشبه بالقارة من حيث حجمه الجغرافي، وفيه من المذاهب والطوائف المختلفة كالسنية والشيعية والصوفية والإسماعيلية، وبالتالي فإن أتباع كل مدرسة يرون أنفسهم على حق في دعوة الأجنبي السائح، ما قد يدخلنا في فوضى وصراعات دعوية مع ضيوف الوطن الذين قدموا لأمر مختلف عن المعتقد."
مقارنة
وتسائل الأحمري : " لماذا هذه الهبة وقد جاءت فقط، بالتزامن مع السماح بالتأشيرة السياحية السعودية؟ وهل المقصود بهذا إفساد هذا المشروع الاقتصادي الوطني العظيم من خلال التشويش على السياحة الوطنية ووأدها في مهدها؟"
وتابع الأحمري : " قارن بنفسك إذا سافرت للخارج وقابلت شخصا مختلفا عنك في المعتقد يدعوك لشيء من دينه، ربما ستعتبر هذا الأمر تعدياً على خصوصيتك الدينية، ما قد ينطبع في ذهنك ‏سلبيات للمكان، وربما للبلد إجمالا، والأمر كذلك مع السائح لدينا وربما يكون الأمر أكثر تعقيدا خاصة أن مجتمعنا حديث عهد بانغلاق فكري وثقافي مما يجعل السائح يتخوف من تكرار التجربة السياحية في بلدنا مما يؤثر سلباً على من خلفهم."
الانطباع الأول هو الانطباع الحقيقي
واستطرد الكاتب : " يقول المثل الغربي The first impression is the right impression، أي أن الانطباع الأول هو الانطباع الحقيقي، وإذا نجح أو فشل انطباع السياح الأوائل في بلدنا فستنطبع الصورة في أذهان العالم بأسره الذي هو اليوم قرية صغيرة. لهذا فإن السياحة في السعودية لا بد أن تكون راقية بشكل كبير، بحيث يكون السياح على راحتهم من دون أن نقحمهم في نقاشات دينية أو سياسية أو تاريخية ولا حتى قومية."
تعدياً على تشريع ولي الأمر
وأكد الأحمري : " بحسب الدولة، فإن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد هي المعنية بأمر الدعوة محلياً، ولديها دعاة مختصون مرخصون، والتي يحق لها إصدار تعميم بمنع من لم يكن مرخصا بالدعوة محلياً؛ لإن ذلك يعد افتئاتاً وتعدياً على تشريع ولي الأمر. قد تخصص الوزارة كتيبات ومنشورات في أماكن محددة يفد إليها السائح رغبةً منه في السؤال والاستفسار، وتُجاب على أسئلته من خلال أرقام هواتف رسمية وليس ملاحقة الناس ونحشر أنوفنا في خصوصياتهم بحجة الدعوة إلى الله التي ربما ينطوي تحتها أهداف مشبوهة!."
لنجعل الإسلام سلوكاً يراه السائح في تعاملاتنا
واختتم الأحمري مقاله قائلاً : " لنجعل الإسلام سلوكاً يراه السائح في تعاملاتنا كما كانت هي أخلاق الذين نشروا الدين في شرق آسيا، دون أن يدخلوا جامعات إسلامية ولا معاهد دعوية سوى سلوكهم وأمانتهم وتعاملهم الصادق النزيه، هي فرصة حقيقية أن نجعل الناس يعجبون بالإسلام من خلال أخلاقنا ويدخلون فيه عن قناعة."

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up