رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

ما الذي سيضيفه لي من هو متفق معي في كل شئ ؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

على المستوى الفكري ، فالذي يحمل رؤية وفكرة غير التي أحملها هو الذي سيثري فكرتي عن طريق الحوار ، لأن الحوار وتلاقح الأفكار هو الذي يثري الفكر ويغذيه بدم جديد ويعمقه . لذا فالانسان أحوج إلى الآخر الذي يحمل رؤى وأفكاراً تختلف عن رؤاه وأفكاره ، أكثر من حاجته إلى من يتطابق معه فيها ، ولعل هذا هو مبرر الحوار الوطني وضمانة نجاحه وجدواه وكذلك الأمر على المستوى العملي والإداري ، يمكنك أن تسأل نفسك سؤالاً بسيطاً إذا كنت أنت المسؤول إدارياً : ما الذي سأتفيده إذا اخترت كمستشار لي أو مساعداً لي شخصا من نوعية "السيد نعم" ، الذي يبصم ويؤيد مغمض العقل والعينين على كل ما أقول وأقرر ؟ ما الذي سيضيفه لي ؟ وما حاجتي إليه؟ بينما على العكس ستحتاج قبل اتخاذ القرار او عند التخطيط لمن يطرح عليك مقترحات لم تفكر فيها ربما تضيف أو تغير نحو الأفضل أفكارك ، ذاك هو ما تحتاجه لتخطيط أفضل أو لقرار أصوب أو لتنفيذ أكثر دقة . ويمكنك أن تسأل أيضاً : ما هو جوهر هذه المشكلة ؟ ستجد بأنه "داء الشخصنة " ، وقد ذكرت هذا في العديد من الواقع ، فحين نعتمد نهج شخصنة القضايا ونعتد الشخصنة معيارا في نظرتنا وفي تقييمنا للأمور نصبح نحن المعيار حتى في الشأن العام ، وحينها نفقد القدرة على رؤية الصورة في كليتها ونعجز عن رؤية وجهي الصورة ، لأن من اخترناهم ليسوا سوى صدى لصوتنا ..وصوتنا وحده ، ومجرد مرآة نطالع فيها وجهنا .. ووجهنا وحده . وخلاصة الأمر نحن في حاجة إلى الآخر، الآخر الذي يختلف عنا، ويختلف معنا، رؤية وفكراً ، نحن في حاجة إليه أكثر من حاجتنا لمن يردد صوتنا وما نقول ، نحتاج إليه من أجلنا نحن ، ومن أجله هو .

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up