رئيس التحرير : مشعل العريفي
 نيفين عباس
نيفين عباس

«الحياة مع رجل مدمن»

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بدعوى آثمة من رفقاء السوء يصحبها ضعف للوازع الدينى لدى الشخص، ينجرف الرجل ليقع بالنهاية فى مغبة الإدمان، بالتأكيد للإدمان أشكال عدة، لكن أخطرها هو الإدمان الذى أتناوله فى مقال اليوم وهو إدمان المخدرات وكل ما يذهب العقل، لأنه يحول فى لحظة الحياة إلى جحيم لا يطاق على الزوجة والأبناء، ويجعل الزوجة فى حيرة من أمرها بين الهروب والنجاة أو تقبل العيش مع رجل قد يتحول فى أى لحظة لقاتل أو سارق
لأننا أصبحنا أمام شخص فاقد للسيطرة على إنفعالاته وتصرفاته لأنه وضع عقله تحت تصرف المواد المخدرة، وهو ما أخرج علينا عشرات الحوادث التى تقع كان سببها الرئيسى الإدمان، وتعددت أشكالها من عنف أسرى لحوادث إغتصاب لعاهات مستديمة والنهاية الأسوء القتل!
الحياة مع رجل مدمن أشبه بحياة على حافة الهاوية، فهو رجل إختار طريقه بنفسه وبمحض إرادته بعيداً عن الأكاذيب التى يدعيها بعض الرجال بأن الإدمان هو أحد الحلول للهروب من الواقع المرير، لأن الإدمان ليس إلا هروب من المسؤولية لحل يشعر الرجل بالرضى السريع عن نفسه، فى وقت تضطر فيه الزوجة فى كثير من الحالات للصمت تجاه إدمانه لتستمر الحياة أمام الأخرين دون أن تحمل لقب مطلقة فى مجتمع لا يرحم ضعف النساء، أو لمجرد ضمان وجود رجل بجوارها تظن أن بإستطاعته تربية الأطفال معها وتحمل أعباء الحياة، أو تقرر الصمت لمجرد أن لا يتشتت الأطفال بين الأب المدمن والأم المغلوبة على أمرها
فى كثير من الأحيان بالمجتمعات الأقل تعليماً والأكثر فقراً، تضطر الزوجة للقيام بدور الأب والأم معاً، لأنها تكون مطالبة أمام زوجها الذى لا يعىّ أى شيئ حوله بتدبير نفقات خاصة كى يستطيع شراء المواد المخدرة، لأنه شخص غير واعى ليس بإمكانه العمل أو الإعتماد عليه، فضطر الزوجة بالنهاية للخروج للعمل كى تدبر نفقات أطفالها ومصروفات إدمان زوجها
الزوج المدمن بعيداً عن نصائح الأسرة للزوجة بضرورة إستمرار الحياة الزوجية قنبلة موقوتة عليها وأطفالها، ويجب أن تراعى الأسرة ذلك جيداً وتنظر بعيداً للجانب الأسوء لمراحل تطور الإدمان وتضع مصلحة إبنتها نصب أعينها فهناك لحظات لن يجدى فيها الندم نفعاً، فنحن أمام شخص قد يتحول لقاتل فى أى لحظة للحصول على المال بأى شكل، أو الأسوء رجلاً ينتهك الأعراض لإشباع نزواته فى لحظة تخدر بها عقله تماماً وغاب عن أرض الواقع وإنساق وراء شهواته التى لا تنتهى كلما تعمق فى الإدمان
على الزوجة أن لا تصمت أمام إدمان زوجها، فمحاولات إصلاحه إن لم تأتى بالنتائج المرضية التى تجعل الحياة مستقرة فالهروب هنا هو السبيل الوحيد للنجاة منه حتى لا تصبح مجرد إسم هى وأطفالها على أحد صفحات الحوادث بالصحف بعد أن قام الزوج بذبحهم للحصول على المال
أعلم جيداً أن هناك فئة من النساء ممن يقرأن مقال اليوم يعتلى وجوههن الكثير من الكدمات والسجحات وتجرعن كل أشكال القهر والذل والخوف وداخل أعينهم دموع حبيسه ومشاعر لا يستطعن البوح بها خوفاً من المجتمع وحكمه
لكننى بالنهاية كلمة أقولها والله شهيدى لكل امرأة تعيسة حظ وقعت حياتها مع رجل مدمن..
لا تنتظرى حتى تتحولى لضحية، فمحاولات إصلاح الرجل المدمن التى تفشل فى كل مرة لا مناص من نهايتها المرعبة الحتمية، ولن يجدى نفعاً أسلوب التهديد والوعيد أو ترك منزل الزوجية كنوع من الضغط النفسى لمساعدته فى الإقلاع عن إدمانه، فالأمر متشعب وخارج عن السيطرة ويستوجب رحلة علاج طويلة تتطلب رجلاً على قدر كبير من المسؤولية والجدية فى الخلاص من الإدمان، فالحياة مع رجل مدمن حياة أشبه بمتاهة مُظلمة لا سبيل للخروج منها بأى شكل من الأشكال، ومعاناة العيش مع هذا النوع من الرجال تحديداً تستدعى طلب الطلاق على الفور، ففى كل الأحوال هو رجل غير آهل لأن يكون رب أسرة
وهنا يجب على السلطات التشريعية سن قوانين كافية تمكن المرأة من الحياة بشكل كريم مع مراعاة أن تكون حياة آمنة بعيدة عن وصايا الزوج، يساهم فيها جنباً إلى جنب الدور المجتمعى والحركات النسائية التى يجب أن تتكاتف لإنقاذ النساء التى وقعن فى جحيم تلك الحياة المرعبة مع رجل مدمن، لأن هناك الكثير من النساء لا يستطعن طلب الطلاق لأنهن لا يملكن ملجأ أخر أو أموال كافية تمكنها وأطفالها من العيش بكرامة بعيداً عن لحظات الرعب التى تعيشها مع زوجها المدمن كل يوم، أو حتى بعيداً عن رفض الأسرة طلبها فى الطلاق خوفاً من المجتمع ونظرته، لذلك يجب توفير الحياة الكريمة الآمنة للزوجة حتى لا تخرج من جحيم الزوج المدمن لجهنم الحياة ومواجهة صعوبتها بطريقة تشكل عليها عبء فوق أعباءها.

arrow up