رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خالد السليمان
خالد السليمان

باب الحارة «السعودي»!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

نحن موعودون في رمضان القادم مع نسخة سعودية من مسلسل باب الحارة السوري، النسخة السعودية ستكون حارة حجازية يقف فيها العمد بعصيهم حراسا على «المراجل» كما وقف الزعماء بخناجرهم حراسا على «المراجل» السورية! وإذا كانت «الشوارب» المعقوفة رمزا للفتوة في النسخة السورية فإنني أتوقع أن يكون «تنفيص» العيون رمزا للفتوة في النسخة السعودية، وفي كلا الحالتين سيتم إبراز صورة إيجابية حالمة لحارة زمان وقيمها العتيقة وعاداتها الحميدة ومروءة رجالها وأصالة نسائها! على المستوى الفني لا أعرف عملا فنيا مستنسخا حقق نجاحا باهرا، فكل عمل يولد من رحم عمل حقق شهرة كبيرة يقع دائما تحت ضغط المقارنة ويصبح أمام تحد كبير للتفوق على نفسه قبل التفوق على العمل الأصلي، لذلك أجد نفسي حذرا في توقعاتي لفرص نجاح العمل السعودي الجديد، لكن إذا سلم المسلسل من صراخ الممثلين وبكاء الممثلات فإنه سيمتلك فرصة للنجاح! فالحارة السعودية عموما والحجازية خصوصا غنية بالتراث الإنساني والإرث الاجتماعي الذي يمكن أن يمد أي مؤلف رواية أو قصة أو سيناريو بمعين لا ينضب من الحكايات، لكن على المؤلفين ألا يقعوا في خطأ رسم صورة حالمة لمجتمعات وهمية كما تفعل معظم المسلسلات العربية حيث ينقسم المجتمع بين الخير والشر، فالواقع أنه لا وجود للخير المطلق ولا للشر المطلق، فكل إنسان لديه جانب من الخير وجانب من الشر، لذلك أرجو أن نشاهد مسلسا لا يكون الصراع فيه بين الأخيار والأشرار كما فعل «باب الحارة» السوري، بل مسلسا يرصد طبيعة حياة أجدادنا بحلوها ومرها، بخيرها وشرها.. وأهم شيء بدون صراخ رجال ولا عويل نساء ولا «تنفيص» عيون عُمد!
نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up