رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

الرجوع إلى بيت «الجحيم»

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لم يكذب الشاعر عندما قال: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقْع الحسام المهنّد فكيف إذا كان ذلك الظلم الفادح يكون من أقرب الناس إليك وهو الأب! وهذا هو ما يحدث في بعض البيوت –والمشكلة أن «البيوت أسرار»- ولولا ذلك لفُجع المجتمع بأكمله لو أن تلك الأسرار تكشفت للناظرين! ولو أنني أردت أن أضرب أمثالاً لذلك الظلم للمرأة سواء من الأقارب أو الأزواج، فسوف أتوه ولا أدري أجيبها منين ولاّ من وين، وسوف ينطبق عليّ ما انطبق على «خراش» عندما قال: تكاثرت الظباء على خراش فما يدري خراش ما يصيد لهذا سوف أختصر الموضوع ببعض الضحايا: فهذه إحداهن تقول إنني أعيش بين نارين: إما أن أظل بلا زواج، وإما أن أكون فتاة عاقّة لوالدي إذا طالبت بحقوقي الشرعية كإنسانة. وتمضي قائلة: لا أريد أن يكون الحكم عقوقاً لوالدي، لا سمح الله، إنني أريد فقط حقي الشرعي، وسبق أن تقدم لي 6 عرسان على مدى 5 أعوام، وظل والدي يرفض ويمتنع بحجج واهية، مرة بدعوى أن العريس غير مناسب، وتارة أنني أستحق أفضل منه، وتارة يشكك في أن العريس طامع في راتبي. وتابعت المسكينة تقول: كنت على الدوام مطيعة، ولا حيلة لي إلاّ أن ألتزم بتسليم والدي راتبي كل شهر، ويعطيني هو منه مصروفي الشخصي. وفي نفس السياق: أقدمت شقيقتان على رفع دعوى عضْل ضد والدهما تاجر «المجوهرات»، بعد أن تجاوزتا الأربعين من عمريهما، واتهمتا والدهما بعضلهما رغم أنه «مزواج»، وآخر زواج له كان من مقيمة عربية ظل يتردد عليها بكثرة، ومكث عندها نصف سنة وصرف عليها الملايين. وحسناً ما فعلت محكمة الأحوال الشخصية، عندما أمرت بنقل ولاية زواجهما من والدهما «المزواج»، إلى المحكمة الشرعية عقب تثبت عضلهما من والدهما. ويُحسب للوزارة أيضاً عندما طبّقت المادة «الخامسة والسبعين» التي تنص على: أنه لا ينفذ الحكم الصادر على الزوجة بالعودة إلى بيت الزوجية جبراً، مع حذف التصنيفات المتعلقة بهذا الشأن من بوابة الخدمات الإلكترونية للوزارة «ناجز». ومثلما ذكرت الكاتبة نيفين عباس، فإن كثيرات ممن تعرضن للضرب والإهانة والتعذيب من أزواجهن المدمنين على المخدرات، أُرغمت سابقاً كل واحدة منهن على الرجوع قسراً إلى بيت الزوجية – آسف أقصد: الرجوع إلى بيت «الجحيم»، وعلى فكرة هذه الكلمة الأخيرة هي من «عندياتي».
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up