رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

خطايا تُرتكب ....بذريعة الحلال ؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

هذه القصة مأساوية وردتني فآثرت بإشراككم لما فيها من دلالات وعبر ومفارقات (العهدة على الراوية) تقول : منذ قرابة ثلاثون عاما تزوج والداي وبعد مضي سنة من زواجهما قدر الله حصل حادث مروري مروع لوالدي وأصيب بكسر بالحوض أقعده ثلاث سنوات كانت والدتي طيلة تلك الفترة الزوجة الرؤوم والممرضة الحنون التي كرست وقتها لرعايته وتطبيبه وحسب قولها أن والدي كان يقول لها وقتذاك إذا أردت الطلاق لا تترددي فمن حقك أن تعيشي حياتك! كانت تغضب وتقول له :أنت زوجي فكيف أتركك بهذه الحالة !.... كانت والدتي مخلصة ووفية لوالدي لدرجة لا توصف وبشهادة والدي نفسه إذ كان دائما يحدثنا عن إخلاصها وتفانيها اللامحدود ! تعافى والدي شيئا فشيئا وبعد مرور سنوات أنجباني أنا وأخوتي لكن شاء القدر بعد مرور أكثر من خمسة وثلاثون عاما من زواجهما أن تصاب والدتي (بجلطة) جعلتها طريحة الفراش كنا أنا وأخواتي نتناوب على رعايتها .. فكأن التاريخ يعيد نفسه فكانت تقول لوالدي تزوج وكان يلوذ بالصمت من دون أن ينبس بكلمة ! كنا جميعا واثقون بعدم زواجه بالمطلق لسببين الأول وفاءً لوالدتنا فحين كان والدنا مقعدا لم تتخلى عنه ولو للحظة ... السبب الآخر يعلم والدي بأن زواجه عليها قد يودي بحياتها . أضف أنه بلغ من العمر عتيا وهذا ربما يجعله يُؤثر الوفاء والإخلاص ما تبقى لها من رمق الحياة.... المفارقة العجيبة أن والدتي من شدة حبها لوالدي كانت تقول لنا (خلوه يتزوج) أهم شيء لا يخبرني هو بزواجه! لم يمض على مرض والدتي شهر إلا بوالدي قد تزوج والمشكلة أنه أخبرها وبحجة أنه لا يريد أن يخدعها ! مكتفيا بالقول لوالدتي : الزواج حلال شرعاً فأنا لازلت مقتدرا وبحاجة لزوجة ترعاني ! لم تتحمل والدتي الصدمة فإذا بجلطة أخرى أودت بحياتها .. رحمك الله يا والدتي وغفر لك وسامحك الله يا والدي ... انتهى. ... تُرى كم هي القصص والمآسي تُرتكب وبذريعة أنها (حلال) ! أليس ما فعله هذا الرجل خطيئة إنسانية بحق زوجته ! فأين الوفاء لزوجة أمضت حياتها مخلصة وفية لك وقت كنت مقعدًا ولم تتخل عنك وهي في ريعان شبابها! بينما تزوجت عليها وأنت كهلاً وهي في شدة مرضها وفي أمس الحاجة ولو لنزر يسير مما بذلته لك أثناء مرضك ! فأقله تزوجت (سرا) في حال لم تستطع كبح جماح رغباتك! مراعاة ظروفها الصحية وتقديرا لوفائها الضافي لك ! .... مشكلة البعض أنهم يأخذون بأصل الأشياء ويتغافلون التبعات والمآلات فالزواج التعددي الأصل فيه (حلال) لكن ماذا عن المتغيرات والملابسات فضلا عن التداعيات ؟! ما أقصده أن ثمة أمور من المستحسن إرجاؤها وربما العدول عنها إذا لزم الأمر بغية تلافي مغبتها وإنعكاساتها... وإن كانت في أصلها حلالا .... السؤال : لماذا ( يتسابق) البعض ويهرولون بأقصى سرعتهم لبعض الأمور بحجة وغطاء أنها (حلال) رغم ما تسببه من أسى لجهة الآخرين فقط لأنها تشبع ملذاتهم وتغذي رغباتهم ؟! بينما يتقاعسون عن أمور أخرى ؟ السؤال الأوجه : لماذا لا نتوسل (الحلال) من دون أن يُغمس أو يخالطه ضررا أو حسرة ربما تلحق بأقرب المقربين دعك من ما قد يشوبه من شبهات اقتراف الذنب أو تأنيب الضمير

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up