رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. فهد العتيبي
د. فهد العتيبي

إذكاء التعصب الرياضي.. من المسؤول؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بالإضافة إلى فوائدها المتعددة لصحة الإنسان الجسدية والنفسية، للرياضة دور مجتمعي بناء لا يقل أهمية. فالرياضة هي النطاق المرغوب الذي يتفاعل فيه أبناء المجتمع مع بعضهم البعض في جو من المرح الهادف. وعن طريق هذا التفاعل تقوى العلاقات بين أبناء المجتمع الواحد، حيث يقود التواصل المستمر إلى توطيد أواصر المحبة وهو الأمر الذي يقود إلى تقوية أساسات المجتمع، وتدعيمها، وتزداد قوة هذه الأساسات وأهميتها عندما يتم هذا التفاعل الرياضي في نطاق وطني مثل كأس خادم الحرمين الشريفين أو دوري ولي العهد محمد بن سلمان حفظهما الله، بحيث تكتسب هذه المسابقات أهميتها من أهمية الأسماء التي تحملها من ناحية، ومن أهمية كونها مسابقات تتم بحجم الوطن بين جميع أنديته وشبابه. حيث تقوم الرياضة هنا بتعريف الآخرين بالوطن، وبتراث أبنائه، وعاداتهم، وتقاليدهم، وأهمّ المَعالم الحضاريّة الموجودة فيه. فعندما يشارك أحد الرياضيين أو أحد الأندية في منافسات خارجية يكون هذا الإنسان أو هذا النادي سفيراً، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لوطنه. وعند طريق التمثيل الأمثل للوطن ورياضته يكون هناك انعكاس إيجابي على سياحة الوطن واقتصاده. ولا يمكن أن يتم كل ذلك دون وجود إعلام رياضي هادف يتميز بميزتين على درجة كبيرة من الأهمية وهما: إدراك أهمية الرياضة وفلسفتها، وتغليب المصلحة الوطنية على ما سواها. والمتابع لواقع أغلب جوانب إعلامنا الرياضي يجدها ومع الأسف قد حادت كثيراً عن الدور المطلوب منها، فأصبحت بعض البرامج الرياضية بيئات خصبة للتعصب الرياضي داخل الوطن، وتراشق الاتهامات، والنيل من بعض الأندية والشخصيات، وكل هذا على حساب الوطن ورياضته من ناحية، وعلى حساب اللحمة الوطنية من ناحية أخرى. ويبقى السؤال: متى يتوقف هذا التردي الإعلامي وكيف يمكن علاجه؟ نقلا عن الرياض

arrow up