رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

علي الزامل : العلم والذكاء والخبرة لا تصنع قيادي ناجح ؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

جمعتني مناسبة برجل أعمال كنت أعرفه من فترة وإذ به تغيرفي إطلالته وبشاشته المعهودة ... فسألته بعد التحايا : ما بك لقد تغيرت عن ذي قبل ؟ رد: أبداً كل ما في الأمر انني خُذلت في تجارتي وأفلست ! فدفعني الفضول أكثر فقلت له كيف ؟ عاجلني على الفور قائلاً : رغم حرصي الشديد على إختيار مدير إقليمي تأتلف فيه أهم مقومات القيادي الناجح .. فقاطعته ما هي ؟.. قال : حاصل على أعلى الدرجات العلمية وبأكثر من إختصاص وخبرة عملية طويلة في المال والأعمال فضلا عن ذكاء حاد وفوق العادة ومع ذلك تكبدت شركاتي خسائر فادحة! فقلت له : لكنك نسيت أو ربما تغافلت عن أهم ركيزة في إختيارك للمدير الإقليمي .. فرد مستغرباً : وهل ثمة ما هو أهم من ثالوث ( العلم والخبرة والذكاء ) فقلت : نعم بل ومن دونه كل تلك المقومات التي حرصت على توافرها لا جدوى منها لا بل ربما تكون معاول هدم وضرر ! قاطعني ممتعضاً : ما هي ؟ فقلت : الأمانة وما يتمخض عنها من إخلاص وتفاني وجدارة صادقة ان صح التعبير.. فما الفائدة من شخص تجتمع فيه الخبرة والمؤهل العلمي العالي والحذاقة بينما يفتقر للأمانة والإخلاص وحسن الطوية بل بالعكس هذا أكثر خطورة من غيره .. واستدرك مندهشاً هذه المرة كيف :فقلت :لأنه وببساطة شديدة قد يوظف ذكائه وعلمه وخبرته و( يُجيرها ) وبإحترافية لجهة مصالحه الشخصية ! وما الذي يردعه طالما تعوزه النزاهة والأمانة ! وربما هذا ما حصل معك ! فلو انك ( علما انها لن تنفع ) أكتفيت بمن هو أقل درجة علمية وأقل خبرة وربما أقل حذاقة لكنه أمين ومخلص لما كان هذا هو الحال ....فكل شيء بالإمكان إكتسابه وتعويضه وصقله إلا الأمانة والإخلاص إن لم تتوفر في المرء بداهةً فلا يمكن بحال إكتسابها او غرسها واستطراداً لا يمكن الإستعاضة عنها أو إيجاد بدائل رديفة ولو اجتمعت كل المقومات التأهيلية والعملية

arrow up