رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

المزبلة الفضائية

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لم يكتفِ الجنس البشري بتلويث المحيطات والبحار والأنهار بالمخلفات البلاستيكية، وها هو الآن بدأ بتلويث الفضاء حول الأرض بالمخلفات، وقبل أن ينفجر أول صاروخ أطلق للفضاء عام 1961، كان المجال حول الأرض نظيفاً، أما الآن فهو يكاد يتحول إلى (مزبلة فضائية). وتتلخص قضية الحطام المداري في أن هناك حالياً ملايين الأجسام الصلبة وغيرها تدور في الفضاء الخارجي حول الأرض، وهي ناجمة عن إطلاق الصواريخ والرحلات الفضائية، وتشكل هذه الأجسام مخاطر على الأقمار الصناعية ومحطات الفضاء العاملة بسبب احتمال ارتطامها بها، إذ إن هذه الأجسام تسبح في الفضاء بسرعة تبلغ 28 ألف كيلومتر في الساعة. فجرم صغير لا يتعدى حجمه سنتيمتراً مكعّباً، وهو يدور حول الأرض بسرعته الخارقة، لو أنه اصطدم بقمر صناعي، يعادل اصطدام سيارة مسرعة وزنها أكثر من طن. حتى الطلاء الخفيف جداً، من الممكن أن يلحق ضرراً فادحاً بالمركبات الفضائية عندما تسير بسرعات كبيرة، ففي إحدى رحلات مكوك الفضاء ارتطمت مواد بنوافذ المركبة الفضائية، ما أدى إلى أضرار فيها وتم استبدال هذه النوافذ لاحقاً. ويرى خبراء الفضاء أننا نتجه نحو كارثة حقيقية بسبب الحطام الفضائي، وهو ما دعا كبير مسؤولي السلامة في وكالة الفضاء الأوروبية (ايسا) إلى التحذير من زيادة مستويات الحطام في الفضاء بسبب مستويات تلوث مدار الأرض بأكثر من 34 ألف جسيم، وتدمير الأجسام في المدار ليس خياراً لأنه سيؤدي ببساطة إلى توليد حطام أصغر. ورغم أن مثل هذه التصادمات حدثت من قبل، فإن الحاجة إلى التخلص من الحطام الفضائي أصبحت في غاية الأهمية بالنظر إلى تسجيل نحو 12 ألف قمر صناعي في المدار، وهي في ازدياد كل عام. وفي سابقة فريدة من نوعها ارتطمت كرة قدم بزجاج نافذة المحطة الفضائية الدولية بعد أن ظلت تسبح في المدار الفضائي لكوكب الأرض لمدة أكثر من 30 عاماً، وكانت موجودة على متن مكوك الفضاء (تشالنجر) الذي أطلقته (ناسا) عام 1986. وحملها رائد الفضاء أونيزكا وعليها توقيع طفلته، وقتل هو مع الطاقم فيما فلتت الكرة وأخذت تدور حول الأرض. ولم يصدق عينه رائد الفضاء كيمبروه عندما رأى الكرة تصطدم بالنافذة وانتشلها، وبعد أن هبط على الأرض ذهب إلى تلك الطفلة التي أصبحت عروساً، وأهداها الكرة التي وقعت عليها، فأخذت تحتضنها وتقبلها وتبللها بدموعها لأن بها شيئاً من رائحة والدها - على حد قولها. نقلا عن الشرق الاوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up