أطمح أن أكون هذا الكاتب ؟!

الذي لا يكتفي بتشخيص القضية أو المشكلة من دون أن يصنع الحلول والتدابير أو أقله الآراء والاقتراحات المفضية لمعالجتها والحؤول دون تكرارها .... والذي يدخل في متن الموضوع بشكل واضح ومباشر من غير إطالة مملة أو اختزال مُخل.. والذي يتقبل وبأريحية (مقص الرقيب) في حال لم يُوفق في مقاله وطرحه... الذي لا يأخذه الزهو والغرور فيتعالى على قُرائه متوهماً أنه أكثر منهم معرفة وأرفع دراية واستطراداً لايغفل للحظة أنهم السبب فيما وصل إليه...الذي لا يستغل قلمه منبراً لتحقيق مصالح شخصية ولايتوسل (الشخصنة) في طرحه .....الذي لا يغويه السبق الصحفي على حساب الدقة والموضوعية .... الذي لا يستهويه (التصفيق) وكم المشاهدات بقدر ما يُؤنسه رجع صدى ما قدمهمه من محتوى ضافي ... الذي يحترم ذائقة القراء ولا يفتعل الإثارة فقط. لاستقطابهم ....الذي يتقبل النقد البناء من دون أدنى امتعاض ويُقوّم أخطائه وإخفاقاته بمقتضاه.....الذي لا يعمم ويتوسل (التبعيض) في طرحه للقضايا والظواهر.... الذي يحترم القراء بل ويُبجلهم فيحاذر من استخدام مفردات خادشة أو عبارات مُعيبة ....الذي يثمن وقت القاريء فلا يجره لأموره الشخصية والحديث عن (سفراته) وترحاله أو ربما يتبجح بعلاقاته ومعارفه ... الذي يكون محايداً ما استطاع في قضايا الرجل والمرأة فلا ينساق لجهة طرف دون الآخر...الذي يتمتع بالرصانة وحصافة الفكر ورجاحته ولا ينحدر للمهاترات وسفاسف الأمور ... وقبل هذا وبعده هو الكاتب الذي استمال القلم وراهن على ترويضه وتطويعه لخدمة وطنه ومجتمعه مرجحاً ذلك على ما دونها من مادة وشهرة .. أعلاه طموحات مشروعة وخصائص طلائعية يتطلع لاقتفائها كل كاتب ومن جملتهم كاتب هذه السطور.