رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

رأي الفيصل في الشعر والشعراء

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

رحم الله الملك فيصل بن عبد العزيز، لم يصرفه العمل والدبلوماسية وتحمل المسؤولية عن القراءة والثقافة والإبداع بجميع ألوانه وأشكاله. وقد قرأت له مقابلة صحافية في عام 1960، سأله الصحافي فيها عن الشاعر الذي يعجب به، فقال: إنه ليس شاعراً واحداً، هناك شعراء كثيرون أعجب بهم، وأستشهد بشعرهم. ولكن الشاعر المفضل عندي هو طرفة بن العبد، وإنه لأثير إلى نفسي لأنه شاعر مبدع رائع الأسلوب قوي الأداء حسن السبك كثير الحركة، ولشعره موسيقى خاصة تميز شعره عن زملائه في العصر الجاهلي، وهو إلى جانب ذلك بليغ، إذ إن أسلوبه يمتاز بالإشراق والحيوية، كما المضمون يمتاز بأنه منتزع من صميم البيئة، ومن أحداث الحياة في ذلك الزمن. وإن لشعر طرفة لحلاوة ومذاقاً، وهو يصلح لأيامنا هذه لصدقه في التجربة، ولخلوه من وحشية الجاهلية - انتهى. وقد حفزّني رأي الفيصل في هذا الشاعر الرائع لأن أقتطع لكم بعض أبيات شعر من قصيدة واحدة له ممتلئة بالفخر والحكمة، كقوله: ولستُ بحلاّل التلاع مخافة - ولكن متى يسترفِد القومُ أرفد فإن تبغني في حلقة القوم تلقَني - وإن تلتمِسْني في الحوانيت تصطد رأيتُ بني غبراءَ لا يُنكِرونَني - ولا أهلُ هذاكَ الطرف الممدَّد ألا أيُّهذا اللائمي أحضرَ الوغى - وأن أشهدَ اللذّات هل أنتَ مُخلِدي؟ فإن كنتَ لا تستطيع دفع منيَّتي - فدعني أبادرها بما ملكتْ يدي كريمٌ يُرَوّي نفسه في حياتِهِ - ستعلم إن مُتنا غداً أيُّنا الصدي أرى قَبرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بمالِهِ - كَقَبرِ غَوي في البَطالَة ِ مُفسِدِ تَرى جُثْوَتَينِ من تُرَابٍ عَلَيهِما - صَفائِحُ صُمٌّ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدِ أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي - عقيلة مال الفاحش المتشدِّد أرى العيش كنزاً ناقصاً كل ليلة - وما تَنقُصِ الأيّامُ والدّهرُ يَنفَدِ وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة - على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً - ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوّد أمّا في شعر الغزل، فحدثوا عنه ولا حرج، ولكن نظراً لضيق المكان، سوف أورد لكم على سبيل المثال هذين البيتين فقط: وأشَدُّ ما ألقاهُ من ألَـمِ الهوى - قُرْبُ الحبيبِ وما إليه وصولُ كالعِيْسِ في البيداءِ يَقتلها الظَّما - والماءُ فوقَ ظهورِها محمولُ وللمعلومية، فهذا الشاعر حمل خطاباً من عمرو بن هند إلى عامله بالبحرين، دون أن يعلم هو محتواه، فلما فتح العامل الخطاب وجد أنه يأمره بقتل طرفة، وقُتِل المسكين وهو في ريعان شبابه. نقلا عن الشرق الاوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up