رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

المدير الإمعي .....؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ثمة تعسف من نوع آخر...(غير مباشر) وهو لاشك أكثر ضرراً وإيلاماً وإن شئت غُبناً من التعسف (التقليدي) المباشر...فالمدير من هذا النوع هو الذي لا يصنع قراراً ولا يرفع تعسفاً ولا يُكافيء متفانياً فهو إن صح الوصف مدير بالإسم ! إليكم ما حصل لأحد الموظفين يقول : فُوجئت بقرار نقلي لإدارة أخرى فسارعت لمديري مستوضحاً الأمر فقلت له : هل بدر مني أي تقصير؟ أجاب بالنفي القاطع فعاجلته باستغراب : إذاً لماذا لا تريدني في الإدارة ؟ أجاب : بصراحة أنت من أفضل الموظفين وأكثرهم تفانياً وإخلاصاً ثم أطبق قليلاً وأردف قائلاً : (لكن!) المدير الأعلى قرر نقلك .. فقلت : لمّ؟ واستطردت : لماذا لم تقل له عن سيرتي الوظيفية وكفاءتي أو أقله الاستفسار عن سبب نقلي فهذا من أبسط حقوقي وحقوقك أنت كمديري المباشر؟ امتعض وتلكأ قليلاً ثم قال : أرجوك نفذ القرار ولا تحرجني ! انتهى .... ما لا يعرفه الكثير من المديرين أو ربما يعرفونه لكن من قبيل المجاملة والتملق (يُطأطؤون !) أنه ليس من صلاحية المدير الأعلى التدخل بموظفي مدير الإدارة كنقل موظف أو تعيين آخر وفرضه عنوة على المدير دون أسباب أو مبررات وجيهة تقتضي ذلك ! كان الأجدر بهذا المدير لا بل المفروض أن يرفض تدخل المدير الأعلى أياً كانت التبعات خصوصاً أنه يعرف جيداً كفائة موظفه فهو بهذا الموقف (المتعسف) خسر موظفاً كفؤاً فضلاً إنه كان الأداة ولنقل (العصا التعسفية) لجهة موظفه بوصفه نقل كيدي مُجحف ....بقي القول : إن كان ثمة بد من التزلف والخنوع ولا مناص من الإمعية العدمية لجهة المدير الأعلى استمالةً وتودداً وطمعاً ! فيجب ألا تكون على حساب استقرار الموظفين وأمانهم الوظيفي ! السؤال : ما دور هذا المدير إذا لم يستطع أقله رفع التعسف عن موظفيه !؟ قد يصح عليه المثل الإنجليزي المأثور : إذا كنت تسير كالبطة وتقيق كالبطة وتسبح كالبطة فلا شك أنك بطة حتى لو تصنعت مشية الغزال أو تغريدة العصفور ! بين هلالين : أكثر ما يستميل المرؤوس لجهة مديره ليس بما يقدمه له الأخير من حوافز بقدر ما يوفره من سقف الاستقرار والأمان الوظيفي وحق تقرير المصير.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up