الأداء أم العطاء ... ماذا نحتاج ؟!
كثيراً ما نخلط بين المفاهيم والمسميات من دون أن نعي دلالاتها ومضامينها واستطراداً تبعات ذلك فالبعض لا يكاد يُفرق ما بين مفهومي ( الأداء ، العطاء ) لدرجة يحسبهما إصطلاحاً واحدا أو ربما وجهان لعملة واحدة .
واقع الأمر ثمة فارق وبون شاسع بينهما ... فالأداء بمفهومه العملي هو تأدية العمل المناط وكفى ... وبكلمة أوضح : إنجاز المهام وفق الإطار المحدد والمعروف سلفاً .
أما العطاء فلا سقف له أو محددات كمية أو زمنية بمقتضاه هو أكثرطموحاً و رحابة بمعنى أن رقعة الإنتاجية أوسع ومنسوب نتاجه أوفر وأبعد فضلاً ان العطاء يسمح بل لنقل ( يُحفز ) على الإبداع الواعد ويُذكي الفكرلإستدعاء المزيد بينما الأداء كما أشرنا أكثر تواضعاً في مردوده فهو ان جاز التعبير (لزوم ما يلزم ) لا أكثر.
تجدر الإشارة أن المسميات والمفاهيم لها تأثيرها وإنعكاساتها إن سلباً أوإيجاباً .
إلى ذلك نتمنى أن نُكرس لمفهوم ( العطاء) في تعاملاتهنا داخل منظومات العمل وتفعيل ممارساته عوضاً عن (رتابة الأداء وفقره! ) وما أحوجنا لمنحى العطاء وإستشراف عائداته ومحصوله خصوصاً إذا ما علمنا أننا نمضي قُدماً على متن قاطرة (رؤية ٢٠٣٠ ) الثاقبة والتي تحتاج أكثر ما تحتاج لعطاءات نوعية ضافية ومطردة لا تكل أو تهدأ .