رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. فهد العتيبي
د. فهد العتيبي

لماذا أميركا مكتئبة؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في مقالته بصحيفة نييورك تايمز، تحدث لي سيجل عن المتاعب النفسية التي يعاني منها الشعب الأميركي والتي جعلت العديد من الأميركيين بما فيهم الكاتب نفسه يفكرون في التخلص من حياتهم، حيث أفادت جمعية الطب النفسي الأميركية أنه في الفترة من 2016 إلى 2017، ارتفع عدد البالغين الذين وصفوا أنفسهم بالقلق أكثر من العام السابق بنسبة 36 في المائة، في العام 2017، كان هناك أكثر من 17 مليون أميركي بالغ مصاب بتشخيص جديد لاضطراب اكتئابي كبير، بالإضافة إلى ثلاثة ملايين من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17، ويعاني الآن 40 مليون بالغ من اضطرابات القلق - ما يقرب من 20 بالمائة من السكان البالغين، هذه هي الحالات المعروفة للاكتئاب والقلق، حيث زاد الانتحار بين الأميركيين بنسبة 33 % بين عامي 1999 و2017م وهي نسبة كبيرة جدا. وقد عزا التقرير هذ الأمر إلى العديد من الأسباب ومن أهمها البيئة الاجتماعية وما تشهده من انقسامات بين العديد من مكونات الشعب الأميركي، والصدمات، والضغوط الحياتية، والوراثة، كل هذه الأسباب جعلت الكاتب نفسه يفكر في الانتحار أكثر من مرة، ولكن تفكيره في مستقبل أولاده، وتوظيف الفنون، وتقديم المساعدة للآخرين كانت من بين طرق الدفاع التي استخدمها للقضاء على هذه الأفكار الانتحارية، وبالنظر إلى هذه الاستراتيجات التي ذكرها الكاتب لمحاربة الاكتئاب وأفكاره الانتحارية نجد الإسلام قد نادى بها بالإضافة إلى تحريمه لفعل الانتحار نفسه. وبذلك خلق الإسلام لمعتنقيه نطاقا نفسيا آمنا في هذه الحياة حيث جاء الإسلام وسطيا في كل جوانبه (ساعة وساعة). وتزداد أهمية هذا النطاق وفاعليته عندما تحرص الحكومات على توفير سبل الترفيه المناسب لشعوبها للتخلص من هذه الضغوط، بحيث يصبح الترفيه جزءا من سياسة الوطن كما في رؤية المملكة 2030، ومن هنا نشيد بجهود هيئة الترفيه السعودية التي تقوم بدورها في هذا المجال. وإن كان هناك بعض الأخطاء الفردية من قبل بعض الجماهير يجب معالجتها وعدم المبالغة في طرحها بحيث تطغى هذه الأخطاء على الجهود الكبيرة. إننا بتقبلنا لبعضنا البعض، والأخذ بوسطية ديننا الحنيف، والاعتراف بحق كل مكون من مكونات شعبنا في اختياراته مادامت لا تمس حريات الآخرين، سنجعل من المملكة العربية السعودية دولة سعيدة، وتخطو خطواتها المرسومة لها نحو مستقبلها المشرق.
نقلا عن الرياض

arrow up