رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

سبحان من خلق وفَرّق

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لا أظن أن هناك إنساناً أخبل من ملياردير في هونغ كونغ اسمه جيجي تشاد، الذي عرض 65 مليون دولار للذي ينجح بالفوز بقلب ابنته (المثلية) ويقنعها بالزواج منه – وهي على فكرة الوريثة الوحيدة له. وتقدم لها الكثير، غير أنها رفضتهم جميعاً؛ لأنها متزوجة من صديقتها منذ سبع سنوات، ولا ترضى بغيرها بديلاً، ولا حتى لو تقدم لها «ابن ماء السماء» – على حد قولها. اللي مخول عقلي ومحيرني: اشمعنى عرض 65 مليوناً بالذات، وليس 70 أو 60 مليوناً! وحادثة أخرى مشابهة للسابقة في غرابتها، وهي حصلت في الهند بين أب ملياردير وابنه الشاب المدلع، فقد طلب الابن من أبيه سيارة سباق من نوع جاغوار؛ وخوفاً من الأب على ابنه الطائش من السرعة الزائدة على الحد، اشترى له بدلاً منها سيارة «بي إم دبليو» فاخرة من أحدث موديل، فاستشاط الابن من الغضب، فما كان منه إلا أن يغرقها في النهر خلال دقائق، وخرج دون أن يلتفت لوالده. البياخة في الموضوع، أن الوالد «الخروف» بدلاً من أن يعاقب ابنه على تصرفه المستهجن، إذا به يسارع بشراء سيارة الجاغوار له – وفوقها أيضاً «حبة خشم». وما أبعد الفرق بين تصرف الاثنين، وتصرف ملياردير هندي آخر، فسبحان من خلق وفرّق، وهو بالمناسبة تاجر ماس، وذلك عندما وزع مئات السيارات على موظفيه هدايا مع اقتراب عيد ديوالي الهندوسي، وذلك في مراسم شارك فيها رئيس الوزراء. وحصل 600 موظف في شركة «هنري كرينا إكسبورترز» لتجارة الماس التي يملكها الملياردير سافجي دهولاكبا على سيارات من إنتاج شركة «سوزوكي» الهندية، كما حصل نحو ألف موظف آخر على هدايا في شكل ودائع نقدية ومئات الشقق ضمن مراسم كبيرة أقيمت في ولاية جوغارات. ويتبادل الهنود الهدايا مع اقتراب عيد ديوالي وهو مهرجان هندوسي بارز يحتفي بانتصار الخير على الشر. وقال دهولاكبا في منشور على «فيسبوك»: إن هدف هذا البرنامج السنوي هو مكافأة الموظفين على إخلاصهم وتفانيهم في العمل – انتهى. هل لاحظتم أن كلامي اليوم كله عن «المليارديرات وما ملدرت»؟!، ولا أستبعد على الإطلاق أن في أعماقي كميات من الحسد غير محدودة، لكن «ربي عارف الشوكة وداقمها». إنني أشبّه نفسي باليتيم الجالس أمام مائدة اللئام وهو مكتوف اليدين، إنه لا يأكل، لكنه فقط يتلمظ، ويدعو عليهم قائلاً: جعلكم ما تحدّرونها.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up