رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

الحصافة... أم الرصاصة ؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الحصافة... أم الرصاصة ؟! بصيغة أوضح : أيهما أهم وأكثر تأثيراً في الراهن تحديداً ؟ واقع الحال لم تعد الآلة العسكراتية والتقانة اللوجستية المعيار الأهم وان شئت الأوحد لجهة الصدارة والقبض على زمام التفرد بالقوة أو( التسيد الدولي) ان صح التعبير ....ما نقصده هو لا يمكن بحال التعويل على القوى العسكرية كمعول رئيس يُلوح به بالمطلق في مختلف الأجواء وتقلب المناخات دعك من الأعاصير بل ربما تكون الفوهة التي تنطلق منها ( الرصاصة المرتدة ) فتقتل أول ما تقتل صاحبها ! والتاريخ المعاصر يُخبرنا بأن الكثير من الدول تقهقرت وإضمحلت وباتت في حكم ما دون الدول الضعيفة بسبب تعويلها بالكلية على قوتها العسكرية... إلى ذلك من المفيد القول بأن المتغيرات السياسة والإقتصاية ومفاعيلهما في الأنحاء هما ( رمانة) الميزان التى بمقتضاها تُصنع القرارات ... بمعنى أن بلورة المحددات وصياغة القرارات هي نتيجة ومحصلة حسابية لحزمة من الإرهاصات والإستشرافات والتداعيات... هذه المعادلة الحسابية الدقيقة هي ( الحصافة السياسية ) من دون ان نغفل أو نتجاهل أهمية إمتلاك القوة العسكرية بوصفها رافداً قد يُستدعى...مجمل الأحوال : متى وكيف يُتخذ القرار إن سلماً أو حرباً وبكلمة أدق : متى تُطلق الرصاصة أو تُرجىء أو ربما تُغمد... إلي حين واستطراداً ما هية تبعات ذلك ومآلاته المزمعة... من هنا تتجلى أهمية مفاعيل الحصافة السياسة بوصفها تُصبغ الدولة وتُسميها وإن ضمناً بثنائية الرصانة والرجاحة... بقي القول : المملكة منذ المغفور له (المؤسس ) تملك ناصية الحصافة السياسية ولم تحيد عنها وهذا ما جعلها تتبوء مكانة رفيعة ومستدامة على خارطة العالم لا بل أضحت رقماً صعباً يُعتد بها في صياغة القرارات والمواثيق الأُممية..... نختم : الغُلبة والإنتصار الحقيقي والبعيد ربما في اغلب الأحايين بمقتضى المعطيات يكمن بالإحجام عن إطلاق الرصاصة وليس العكس ...وبالمعنى المجازي بمقدورنا القول وفق هذا المنحى : بأن ( الحصافة السياسية ) هي الرصاصة الأقوى والأرجح.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up