رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

الإستقعاد .... !!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كلنا نعلم أن - الإستقعاد - إصطلاح عامي يُستخدم في أروقة منظومات العمل للتعبيرعن إستياء الموظف وإمتعاضه لجهة مديره في حال ان الأخير ( إستقعد ) له في ترقية أو حوافز وغيرها لأسباب معلومة أو غير معلومة.. إلى ذلك سوف أورد لكم قصة غريبة وعجيبة رواها لي صديق منذ قرابة عشرون عاماً ... يقول : كنت وقتذاك مديراً للموارد البشرية في قطاع حكومي وكان من المعتاد ان أرفع للمدير مُسودة بأسماء جميع الموظفين لتقييمهم السنوي قبيل إعداد تقاوييم الأداء الوظيفي وإعتمادها النهائي ... كان مديرنا حينذاك على (خلاف شخصي حاد ) مع أحد الزملاء وحين بدأت بسرد أسماء الموظفين للمديرلتقييمهم المبدئي ورد أسم ذلك الموظف فقلت للمدير بماذا تقيمه ؟ فعاجلته قبل ان ينبس : أكيد مرضي أي - مقبول - ! فنظر لي شذراً ممتعضاً وإذا بي تداركت الأمرسريعاً قائلا : لقد فهمت غير مرضي أليس كذلك ؟ وإذ به ابتسم وفهمت ان هذا ما يريده المدير...! فعاجلني بل باغتني قائلاً : أعطه ممتاز ! إندهشت فكررت عليه وبشيء من الإستهجان قلت : فلان ! قال : نعم مُشدداً ومكرراً - ممتاز - فقلت له : لكنه يُبغضك ويكرهك و.. و...! صمت قليلاً ثم قال : أنا أيضاً أًبغضه وأبادله ذات الشعور وربما أكثر لكن على الصعيد - الشخصي فحسب - أما كموظف فهو كفاءة ويستحق هذا التقييم وجدير به فخلافي الشخصي معه لا يسوغ لي أو يُخولني بأن أُبخس عطائه وأًصادر حقه المكتسب وما يترتب على ذلك من تبعات ربما حرمانه من الترقية واستتباعاً الإضرار بمسيرته الوظيفيه.... مهلاً لم تنته القصة بعد فقد خرجت من مكتب المدير وما برحت أجر ذيول الصدمة والذهول وإذا بالصدفة بذات الموظف يسألني عن تقييمه ! فقلت ماذا تتوقع ؟ فرد علي متجهماً ومتندراً : ماذا أتوقع من شخص كهذا ) فتهكم على المدير) ! أكيد سوف يُقيمني بما هو أسوء من السيء! فقلت له : على رسلك كفاك - حماقة وتذمراً - لقد قيمك المدير بتقدير ممتاز وعلى الفور إمتعق وجهه و إمتزجت ملامحه بالدهشة والخيبة فأطبق دون ان ينبس بكلمة ! انتهى ...نختم بكلمة : كم نحن بحاجة لمديدين على شاكلة هذا المدير ؟

arrow up