رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبدالله بن بخيت
عبدالله بن بخيت

نجمة الواتس آب الإماراتية

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بين فترة وفترة ينتشر شريط أو تسجيل صوتي ليصبح الأكثر حزناً أو الأكثر إضحاكاً أو الأكثر تأثيراً بين الناس. هذه التقلبات تجعلنا نراوح بين العواطف المختلفة. مرة نستمتع وأخرى نحزن وثمة عواطف أخرى كثيرة تنتابنا. فاز باهتمامنا في الأيام الماضية شريط امرأة تتكلم بنغمة إماراتية عن حق المرأة في السعودية في سياقة السيارة. طبعا الحديث عن حق المرأة في سياقة السيارة مشاع. لا يوجد قانون يحصره أو يحد منه أو يقننه. في النهاية سوف يصب في صالح أحد فريقين إما مع أو ضد (هلال ونصر). كلام المرأة جاء شهادة دامغة ضد كل من يطالب بتمكين المرأة من قيادة السيارة. فحسب ما قالت إن السعودية ليست آمنة للمرأة أن تقود سيارتها بمفردها فيها. لا يوجد شرطة ولا يوجد أمن ولا يوجد من يردع العابثين وفوق هذا فالرجال السعوديون همج. كبيرهم قبل صغيرهم، أين منهم دبي الآمنة المطمئنة المتمدنة. نعرف أن وسائل التواصل الاجتماعي تقدم لنا رأي الفيلسوف مخلوطاً مع رأي المفحط. لكن ما يثير في شريط هذه المرأة أنها تتكلم بثقة وقوة وحزم. ترفض رفضاً قاطعاً تمكين المرأة من السياقة قبل تحويل المملكة العربية السعودية إلى جنة الفردوس. وتطالب قيادة البلاد بعدم تمكين هاته الليبراليات من تحقق أهدافهن. المأساة ليست في الشريط أو تلك المرأة ولكن في قبول بعض الناس كلامها وتدويره بين الوسائط المختلفة بل ان بعضهم شكرها وأثنى عليها وجعلها رمزاً. لم يسأل هؤلاء من هي هذه المرأة وما هو غرضها من هذا النقد الفاحش للأمن في البلاد. إذا كانت سعودية لن تسمح لها نفسها أن تقول ذلك الكلام المسرف في الإهانة عن بلدها وإذا كانت إماراتية فلماذا كل هذه الحماسة لبلد ليس بلدها ولماذا لم تكن على الأقل مهذبة في وصف الناس في هذه البلاد احتراماً لإنسانيتهم. في العادة من يقدم رأياً حاداً على هذه المستوى لا يؤخذ منه إلا إذا كان معروفاً عند الجماهير له اسماً يتداوله الناس وفي الغالب يكون من أبناء البلد. من روج لهذه المرأة المجهولة ولماذا؟ إذا حللنا كلامها سنجد أن الرسالة لا تخص سياقة المرأة للسيارة. فالبلد كما تؤكد وتشرح يفتقر إلى أبسط مستويات الأمن وإذا اعتمدنا كلامها يفترض أن يمنع رجاله قبل نسائه من سياقة السيارة بل من الخروج من البيت دون حمل السلاح الثقيل. لا أعتقد أن هذه المرأة بريئة. معارضو قيادة المرأة للسيارة هجروا الدعوى الدينية التي كانوا يستندون عليها لتبرير رفضهم بعد أن هجرها المجتمع. طفقوا يسوقون أسباباً تلو الأسباب حتى غاصوا قبل فترة في أحشاء الأنثى وانتزعوا مبايضها وأشهروها سبباً. قرأت في مقالات وكتب المعارضين أكثر من عشرين مبرراً واحد منها يكفي لمنع المرأة من قيادة السيارة ولكن يبقى السبب الأمني أثيراً عندهم والأكثر إرهاباً. تخويف الناس من فلتان أمني لا يوجد إلا في رؤوسهم المؤدلجة باحتقار الأنثى. أظن حان الوقت لتصفية الحوارات والصراعات بين تيارات المجتمع من توظيف أساسات البلاد الاستراتيجية. قامت هذه البلاد على الأمن والوحدة. حقق الملك عبدالعزيز حلماً نسي سكان جزيرة العرب أن يحلموا به آلاف السنين. الأمن. من استمع لهذه المرأة وهي تتهدج شغفاً وحماساً وهي تطعن في الأمن في المملكة العربية السعودية وفي ناسها لا يمكن أن يصدق أن كلامها هذا حمية وصدق نية. أصبح من واجب وزارة الداخلية إحضار هذه المرأة والتحقيق معها. من هي وما هي الدوافع التي حدت بها أن تقول مثل هذا الكلام الخطير عن بلاد فخورة بأمنها. وليكن محاسبة هذه المرأة رسالة إلى كل من يزج بقيمة الأمن السعودي في مناكفاته الأيدلوجية. لا يعني التوقف عن نقد الأمن ولكن يتم نقده بمعزل عن الاستخدام الحزبي.
نقلا عن الرياض

arrow up