يا ساسة كفوا عنا!!

تلك صرخة أطلقها الشاعر السعودي (مالك آل فتيل) منذ السنة الأولى للمأساة السورية؛ حين تفسخت أخلاق الأمم المتحدة (الدبوسية) الأمريكية، والدول العظمى كروسيا، والصين، والولايات المتحدة الدبوسية (الأوبامية)! وتبين للضمير العالمي (المستتر وجوبا)، أن سعار المصالح الرخيصة، لن يهدأ وفي سوريا عرق ينبض! فما حيلة الشاعر المحروق إلا أن يزفر شعرا، يترجم أوجاع المكلومين الأبرياء، من الأطفال والنساء والشيوخ، بل والأرض، والكائنات الأخرى، ويتوسل أولئك الزعماء قائلا: باسم الناس ورب الناس.. كفوا عنا.. باسم الطفلة تقتل ليلا.. باسم الطير ينحر فجرا.. باسم الفرقة والأسلاك.. كفٰوا عنا.. باسم الأرضِ.. وباسم الحقِ.. وباسم الأمِ.. وكل الأوطان.. نرجوكم كفوا عنا..!! ومن يستجيب لهذه الحرقة أصدق من الموسيقار السعودي الجميل (خليل المويل)؟! حيث لحنها ـ قبل عامين ـ بحسِه المسرحي العميق، وجهزها للإنتاج: إنشادا بلا موسيقى، أو أغنية كاملة بتوزيع موسيقي مؤثر؛ لكنه حتى هذه اللحظة لم يجد منتجا يستجيب لنبض قلبه تحت جيبه، ويخرج هذا العمل للنور؛ معذرة إلى التاريخ، الذي سيحاسبنا يوما بوعي أبنائنا من جيل (2030)، حين يتساءلون عن موقف المثقف والفنان السعودي، يوم كانت الدنيا كلها تتخطف من حولنا؟! فبم سنجيب؛ إن لم ننتج مثل هذا العمل ونبثه في كل قنواتنا الرسمية؟ أبهذا الزفر المقزز من (شيلات): «حِنا ترى أحسن قبيلة.. صح ولا خطا»؟؟ أم بتخاريف (محمد عبده) الأخيرة؟! أم بـ(خميس ومالي خلق أزعل)؟! ولأن رأس المال جبان ـ كما يقولون ـ فلن تعدم الأعمال الجادة اليوم من يعيقها بفزاعة الرقابة؛ فيتخوف ويخوِف أصحابها من جهاتٍ رسمية (قد) يغضبها تأويل مغرِض للكلمات! وبالتالي فالمنع أسهل قرار يريح رؤوس الجبناء من (القدقدة)!! ولهذا؛ فإن أسهل وأضمن طريق هو: أن يتوجه الفنانون إلى وزارة الداخلية مباشرة؛ وسيفاجؤون هناك بعقول كالجبال لا تهزها الأوهام، ودعم مادي ولوجستي لا يطمح الفنان إلى أكثر منه! ولم يخف على الوزارة يوما أهمية الفن في التأثير على المجتمع، ونشر الوعي الوطني الحقيقي بالأعمال غير الوعظية المباشرة، وقد اعتمدت العشرات منها في برنامج (المناصحة) ـ مثلا ـ ولكن اهتمامها بالفن يتجلى في استعراض قوات الأمن الخاصة الباسلة، الذي اقترحنا سابقا أن تتيحه الوزارة للجمهور في الأعياد والمناسبات الوطنية!!‏‫