رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبدالله بن بخيت
عبدالله بن بخيت

بين الإخوان والحوثيين تظهر الوطنية

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قدر على المملكة أن تخوض حروبا حقيقية قاسية علينا ان ننتصر فيها جميعا. لا يتم النصر في حروب مختلفة ومتباعدة إذا اختلت الوحد الوطنية. من أهم عوامل النصر إن لم يكن أهمها هو الوحدة الوطنية المنبثقة من الرسائل التي نبعث بها للمواطنين. الإعلام والمنابر بكل اشكالها جزء استراتيجي من المعركة. بيد أنه في عصرنا هذا لم يعد الإعلام المؤثر في يد الإعلاميين المحترفين أو الوطنيين بالكامل. دخول العنصر الديني المشوب بالطائفية في التأثير على الرأي العام شكل بعدا خطيرا على الاستراتيجية الإعلامية. بعض من المساهمين في إعلام هذه الحرب لا يعملون بوعي وطني أو حماية للبلاد من الاخطار، ولكن بأجندة دينية على خلفية طائفية أو حزبية. البلاد تحارب على جبهات عدة واضحة المعالم والعدو محدد بالاسم لا خلط فيه.. خمسة أعداء على وجه التحديد إيران والحوثيين الذين استولوا على الشرعية في اليمن بدعم من إيران، وبشار الدكتاتور حليف إيران، والمنظمات الإرهابية (النصرة وداعش) وأخيرا الإخوان المسلمين. هؤلاء هم أعداء المملكة. الامر لا يحتمل الانتقاء والاختيار بينهم. إما حرب عليهم جميعا فتكون مع وطنك أو أن تنتقى منهم فتكون مع أجندتك الخاصة. لا يحق للمواطن الشريف أن يسل منها ما يشاء ويترك ما يشاء ويحالف من يشاء كما تملي عليه طائفيته أو حزبيته. بقدر ما رمت المملكة بثقلها في الحرب السورية الأهلية أيضا رمت بثقلها في الاضطراب الذي حدث في مصر بعد هزة الربيع العربي وسقوط حكومة حسني مبارك، وأخيرا اضطرت أن تخوض حربا مباشرة في اليمن. المملكة لا تخوض معركتها في سورية ضد النظام السوري فقط ولكنها شريك مع العالم في الحرب الحضارية على داعش والنصرة. من أراد أن يكون مع بلاده عليه ألا يميز بين خطر الحوثيين أو خطر المنظمات الدينية الإرهابية أو خطر إيران أو خطر الإخوان. كل من يهدد امن المملكة وسلامة أراضيها أو مكتسباتها هو عدو للمملكة. لكن هذا الأمر لم يصل إلى أفهام الحزبيين أو الطائفيين. نلاحظ أن عددا من رجال الدين يؤيد بكل حماسة وقوة الحرب في اليمن لأنها ضد الحوثيين المختلفين معه في المذهب ويصمت عن تأييد بلاده في حربها ضد داعش والنصرة ويعلن موقفه المؤيد للإخوان معاديا بذلك توجهات بلاده بكل صراحة ووضوح. إذا القضية عند هؤلاء ليست وطنية بل حربا حزبية أو دينية. إذا اتفقت حرب البلاد مع اجندتهم صرخوا مهللين مكبرين وإذا اختلفت ذهبوا مع اجندتهم غير مبالين بمستقبل بلادهم. من يقف مع البلاد في حربها في اليمن ضد الحوثيين ولا يقف معها في حربها على داعش أو النصرة أو الإخوان المسلمين او يتردد أو يضع بعض الشروط هو في الواقع يرى في الحرب مع الحوثيين حربه الطائفية ولا يعنيه أمن المملكة أو سلامتها. يقف مع مذهبيته لا مع بلاده. لكي تميز بين الوطني والحزبي أو الطائفي. ضع اسمه امامك وضع رأيه في الحرب على الحوثيين أمام رأيه في الحرب على الإخوان على وجه التحديد. أين يقف من كلا الحربين. إذا اتفق رأيه مع موقف بلاده فهو وطني وحريص على الوحدة الوطنية أما عدا ذلك فالأمر فيه نظر.
نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up