رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

من سار على الدرب وصل

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

سعدت واستفدت من متابعتي للمقابلة التلفزيونية لوزير العدل السعودي الدكتور وليد الصمعاني في برنامج (في الصورة) الذي يقدمه الأستاذ عبد الله المديفر بقناة روتانا. ولأول مرة أسمع وزير العدل يستخدم مفردة (القانون)، وهذا يعكس تحولاً جديداً في المفاهيم القانونية وعدم التوجس من هذه الكلمة. ومن أقواله التي بشّر بها أنه سيتم إطلاق مدونة الأحكام القضائية قريباً، وستكون ملزمة للقضاة ويجب عليهم تطبيقها، بل وسيحاسب من يخالف ذلك، كما سيتم إصدار قرار خلال أسبوع يقضي بعدم تمكن الرجل من طلاق زوجته إلا بعد حضورهما أمام القاضي، وأنه لن يصدر أي صك طلاق إلاّ بعد حسم موضوعات النفقة والحضانة والزيارة. وهذا القرار الأخير في ظني ويقيني، هو أروع قرار إنساني عادل ينصف المرأة، ويحمي مستقبل الأطفال، لأن الأمور في السابق كانت بصراحة (شُربة). وشيء جميل أنه سيتم تمكين المحامين من الترافع أمام المحاكم. وأعجبني موقفه من المماطلين البارعين (باللعب على الحبال)، لأنه سوف يقضي على هذا التلاعب، عندما تتحول الدعوى من كونها مدنية إلى جريمة جنائية إذا ثبت مماطلة المدين أو تهربه من السداد. وأكبرت كذلك شجاعته عندما اعترف بأن لدينا (نقصاً في عدد القضاة)، وأحمد الله أن عددهم قد وصل حتى الآن إلى 3 آلاف قاضٍ، غير أننا نطمع بكرمه أكثر بزيادتهم إلى 6 آلاف قاضٍ، لنصل على الأقل لعدد القضاة بدولة الكويت الشقيقة، مع الفارق الشاسع بالطبع في عدد السكان - ولكنْ شيء أهون من شيء. وبسبب هذا النقص تتكدس القضايا عند القاضي، ويصبح حاله كحال (خراش) عندما تكاثرت عليه الظباء ولا يدري أيها يصيد، و(الشق والبعج) إذا انتقل حضرة القاضي إلى مدينة أخرى وحل مكانه آخر، فلا يستمر الجديد بالقضية من حيث انتهى سابقه، ولكنه يعود بها للمربع الأول، ويبدأ فيها من جديد، ومع كامل احترامي للقضاة، فقد انطبق على بعضهم المثل المصري القائل: (حاوريني يا طيطه)، فالقضية تظل تلف وتدور سنوات تعقبها سنوات. وأرجوكم خذوني على قد عقلي، فلو أننا قسمنا عدد سكان المملكة وهم في حدود 30 مليوناً بين مواطنين ومقيمين، على 3 آلاف قاضٍ، سوف يكون لكل مائة ألف قاضٍ واحد لا غير - تصوروا!! مع أن المعيار الدولي الأكثر نموذجية يحبذ أن يكون لكل مائة ألف سبعة قضاة - أكرر سبعة قضاة. ولا شك أن أملنا كبير في معالي الوزير، ومن سار على الدرب الوصل. نقلا عن الشرق الأوسط

arrow up