رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. فهد العتيبي
د. فهد العتيبي

افتراءات «الجزيرة» وسقطاتها

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في فجر الأول من محرم 1400 الموافق 20 نوفمبر 1979، استولت مجموعة متطرفة تضم أكثر من 200 مسلح بقيادة جهيمان العتيبي على الحرم المكي الشريف ضاربة بعرض الحائط ما لهذا الحرم من حرمة وقدسية. حيث أغلقت الأبواب وطلبت من الحجاج وزوار المسجد مبايعة محمد بن عبدالله القحطاني الذي قدمته هذه الجماعة على أنه المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلاً ونوراً، وفات هؤلاء المتطرفون أن حجتهم سقطت قبل البداية حين انتهكوا حرمة هذا المكان المقدس وهو ما يتنافى مع العدل الإلهي ومع الاسلام.
وقد تم قتل من يرفض المبايعة، وأخذ الكثير من الحجاج رهائن، وتولى قناصة الجماعة استهداف رجال الأمن الأبرياء. ولقد حركت هذه الحادثة مشاعر المسلمين الذين شجبوها وأنكروها ووقفوا ضدها في شتى بقاع العالم. ولم يكن أمام حكومة المملكة وعلى رأسها الملك خالد -رحمه الله- إلا تحرير الحرم. لكن وتماشياً مع سياستها المعهودة في الحرص على دماء الأبرياء، لا سيما ضيوف الرحمن استنفدت حكومة المملكة كل محاولاتها السلمية التي استمرت على مدار أسبوعين من أجل تسليم الحرم. وفي العاشرة صباحًا من يوم الثلاثاء 14 محرم 1400هـ الموافق 4 ديسمبر 1979م وبعد انقضاء أسبوعين على الحصار، داهمت القوات السعودية المتطرفين واستمرت المداهمة حتى حلول المساء حيث تمكنت قوة سعودية من الاستيلاء على الموقع وتحرير الرهائن في معركة تركت وراءها العديد من القتلى من الإرهابيين، والقتلى من رجال الأمن، وكذلك من الرهائن الذين قتلهم المتطرفون. وتم أسر بقية المتطرفين وعلى رأسهم جهيمان الذي أُعدم فيما بعد، أما المهدي المنتظر فلم ينتظر طويلاً حيث كان ضمن القتلى أثناء عملية التحرير.
هذه هي الرواية الرسمية والصحيحة التي يعرفها الجميع حول هذه الحادثة. وما طالعنا به مؤخراً برنامج ما خفي كان أعظم على قناة الجزيرة على أنه رواية أخرى ما هو إلا سقطة إعلامية تضاف إلى سقطات هذه القناة الهادفة إلى تشويه الحقائق التاريخية. فمن ناحية أثبت البرنامج من حيث لا يدري أن القوات السعودية هي من حرر الحرم كما ورد على لسان ضيفهم بيرل. كما أن محاولات البرنامج الطعن في موقف المملكة من الحادثة وأنها انتظرت أسبوعين قبل الحسم هي الأخرى تؤكد حرص المملكة على حرمة الحرم وحقن دماء المسلمين فيه واستنفادها كل السبل السلمية قبل الخيار العسكري.
أما ما يقدم على أنه أخذ استشارة من دول أخرى فهو أمر طبيعي ويكون من منطلق تبادل الخبرات العسكرية والأمنية، وقد يكون مبنياً على اتفاقات أمنية وعسكرية. أليست تحتضن قطر أكبر قاعدة أميركية خارج الولايات المتحدة؟ أليس يجثم على صدر قطر العربية قاعدة عسكرية تركية؟! وربما نرى في القريب قاعدة عسكرية إيرانية "شريفة" في قطر؟ لماذا لا تناقش قناة الجزيرة الجوانب الخفية لهذه القواعد وتوجهاتها وأهدافها؟ وحين تفعل ذلك سيعلم الشعب القطري أن "ما خفي كان أعظم".
نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up