رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

المنصّب أم المُتنّصب ؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الكرسي أم من يقبع على الكرسي ؟ بصيغة أدق : أيهما أهم أي من يدفع بالأخر ويُضيف له ؟ ثمة حقيقة وإن شئت علاقة عكسية بينهما (المنصب ، المتنصب) فكلما استفاد المتنصب أي المسؤول من المنصب لعائده الخاص كلما قل بالمجمل عائد ومردود المنصب لجهة الصالح العام ... وكلما استفاد المنصب واستلهم من عطاء المتنصب وأضاف له كلما ارتفعت مكتسبات الصالح العام وهكذا (عكسياً) وباطراد .... فكما يعلم الجميع بأن المناصب عبارة عن أًطر ثابته ومنظومات من الأنساق والصلاحيات شُيدت للنفع العام والمُتنصب أو المسؤول هو الآلية المحركة التى تُلهم المنصب وتفعل مخرجاته أو هذا المفترض والمُعول من شاغله .. فإذا كانت الغاية الأجّل والأسمى للمتنصب الدفع بعربة المنصب على سكة المصلحة العامة والنأي بالمطلق عن الاستفادة الشخصية كان ذلك أدعى بكفاية وإخلاص المتنصب.. أما في حال كانت الغاية من المنصب التكسب الشخصي وما يضيف له من مزايا فذلك كما أشرنا يكون على حساب الصالح العام ومقدراته ... بالمناسبة التكسب ليس بالضرورة أو القصد منه غير المشروع بل حتى استدرار مزيداً من الوجاهة والتمسح برونق وبهاء المنصب تستقطع من موجبات المنصب وتقلص من عطاءاته ... تجدر الإشارة بأن الوجاهة الحقيقية هي البصمة الراسخة والنقش الذي يُكرسه (المتنصب) ويطبعه على المنصب... غاية الأمر أو لنقل من المفترض أن المتنصب هو الراعي الحقيقي الذي يملأ المنصب والعّراب الذي يُصبغه بعطائه وعلمه وفكره وقبل هذا وبعده تفانيه وإخلاصه وبكلمة : الذي يُوظف المنصب ويستثمره بالكلية ويُجيره للنفع العام ... نخلص : المناصب هي إن صح الوصف (أشرعة) لسفينة الوطن والمُتنصبون اعتلوا منصاتها للنفخ فيها بالإتجاه الصحيح لتبحر بأمان إلى حيث الاستقرار والنماء المستدام.

arrow up