رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

الكتب خبزك يا الوزارة وكُلِيه!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بادئ ذي بدء، وخاتم ذي ختم، ونص ذي نص: نشجب وندين ونستنكر بشدة قيام بعض التلاميذ الأبعض بحرق كتب المقررات، ورميها في حاويات النفايات لتزاحم القطط في مساكنها الآمنة! ولكن ـ بصراحة ـ لهم وجهة نظر!! وهي بالضبط وجهة نظر جيلنا (الخمسيني)، الذي كان يرمي الكتب بالطريقة ذاتها، ولكننا نسينا لماذا كنّا نفعل ذلك؟! فلا بد أن نستعين بالصديق الفنان الضخم (راشد الشمراني)، الذي تقاعد من العمل الحكومي، وتفرَّغ لتقديم الاستشارات النفسية، والعلاج بـ(السايكو دراما)، وهو أول سعودي يتخصص فيها ويحصل على درجة الدكتوراه ـ الصدقية وليست (هلكونا) ـ من المغرب! والأهم من الدكتوراه هو أنه من مواليد وتربية (عنيزة)؛ واستعينوا على قضاء حوائجكم بالقصمان!! ويقوم العلاج بـ(السايكو دراما) ـ ومدربها.. عفواً.. مؤسسها هو (جوزيه)... عفواً.. (ليفي مورينو) ـ على إعادة تركيب المشكلة؛ عكس ما تقوم به المدرسة (الفرويدية) التي تُفَرْتِكُ المشكلة إرباً إرباً!! ويقوم المأزوم بعمل مسرحي كامل: هو المؤلف، والمخرج، والممثل الوحيد! فيحدد أولاً (العقدة) ثم يعود إلى لحظة حدوثها، ويعيشها بكل مؤثراتها النفسية، وذكرياتها العنيفة، ولكن لا يستسلم، بل يتدخل فيعدِّل المشهد إيجابياً، ويضع النهاية التي تمنى لو أن العقدة انحلَّت بها! وليطبق ذلك أي (خمسيني) منا، على عقدة إتلاف الكتب المدرسية: استرخِ.. «قول للزمان ارجع يا زمان» على رأي الست.. قلق.. اكتئاب.. كابوس اسمه الامتحانات التي تعتمد على الحفظ فقط.. تنفس الصعداء.. انتهى الكابوس.. ولكن الكتب ستذكرك به.. مزقها.. ارمها على قارعة الطريق.. يا للخزي!! أهكذا تفعل بالعلم؟.. هيا.. عدِّل المشهد إيجابياً.. أعطِ الكتب بعد أن ترسم وردة حمراء في كل صفحة، لـ(بنت الجيران) التي تصغرك بسنة واحدة.. ماذا؟ أمها (الشَّهْرَبَة) هي التي فتحت؟ صرِّفها بسرعة..أ..أ.. أمي تبغى شوية ملح! واسهر طوال الليل لتصنع من كل صفحة صاروخاً ورقياً، وارمِ كل يومٍ صاروخاً على نافذة حبيبة القلب..و.. يااااه.. لقد شفيت بسرعة أيها الخمسيني المعقد! ولكن ماذا يفعل أبناؤنا اليوم؛ وليس حولهم جيران ولا بنات جيران؟ ستستمر العقدة ـ إذن ـ إلى (2030)؛ وعندها سيكون تعديل المشهد هو: أن يرموا الكتب على الوزارة لتأكل خبزها، فتلاميذ (2030) يستخدمون الكتب الإلكترونية منذ موووووبطي !!!
نقلا عن مكة

arrow up