رئيس التحرير : مشعل العريفي

نهاية محزنة لبيت الفنانين التشكيليين بجدة !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد- صالح شبرق: شهد بيت التشكيليين في جدة حراكا فنيا لأكثر من 27 عاما، معارض تشكيلية وورشا فنية لكبار الفنانين السعوديين والعالميين، ويعد البيت بمثابة انطلاقة حقيقية للفن السعودي منذ مرحلة التأسيس إلى وقتنا الحاضر، استضاف البيت عددا من المعارض العالمية وتخرج منه أساتذة للفن التشكيلي السعودي هم الآن من يتسيد المشهد بلا منازع. كل هذا الحراك الذي أثر ببصمات من نور على مستوى وعي وذوق المتلقي في محافظة جدة والإغلاق والديون تلاحق البيت على مدار سنين طويلة في ظل غياب دعم حكومي أو أهلي لاستمرار البيت رغم ما يقوم به من دور مهم في الارتقاء بالحركة التشكيلية السعودية. ظلام دامس يعم المكان بعد إغلاق الكهرباء للبيت وتغيير مفاتيح أبوابه في مشهد مسيء للفن والفنانين، لقد كان الإغلاق بهذه الطريقة بمثابة الصفعة القوية لعدد كبير من التشكيليين السعوديين من جيل ما بعد الرواد وجيل الشباب ومؤسسي البيت ومن عمل فيه بكل جد وإخلاص، إنه منتهى الإحباط أن تلغي كافة نشاطات البيت وتلغي فكر فنان وثقافته بسبب مادي بحت . حول هذا الموضوع وبحسب صحيفة عكاظ تحدث رئيس البيت الحالي صالح التركي بقوله «كلي أسف أن أشاهد البيت مغلقا ومكبلا بالسلاسل والظلام بسبب تراكم أكثر من مليون ريال ديونا على البيت تمثل إيجارات للمكان»، وطالب التركي وزارة الثقافة والإعلام بضرورة إيجاد مقر للبيت وتخصيص دعم مالي سنوي يفي بحاجات البيت من جميع المستلزمات بما فيها الأدوات والخامات ورواتب كافة العاملين، لما يقوم به البيت من دور مهم في إيجاد حركة فنية وما للبيت من سمعة داخل وخارج المملكة. بدوره كشف أمين عام البيت السابق رياض حمرون أنه عندما تبلغ مديونية النادي فوق المليون ريال هذا يعني أن مسيرة البيت في الفترة الأخيرة كانت بمجهودات ذاتية ولم تغلق أبوابها وكانت المعارض والورش مستمرة، وأضاف «استطعنا إيجاد حراك تشكيلي استمر بنفس الوتيرة»، مؤكدا «أن البيت كان في عهد الرئاسة العامة لرعاية الشباب أفضل حالا، إذ كان يتم تسديد إيجار البيت عن طريق مورد حكومي وبعد أن انتقلت الفنون التشكيلية إلى وزارة الثقافة والإعلام بدأت الديون تتكالب على البيت». الفنان وأحد رؤساء البيت السابقين عبدالله حماس أكد أن الكرة الآن في مرمى وزارة الثقافة والإعلام وأن كامل المسؤولية تقع عليها كما في كافة دول العالم وعلى الوزارة عدم إهمال هذا الملف، لأن البيت يعد بمثابة تاريخ فني حافل بالإنجازات والتميز. وكشف أنه إبان رئاسته للبيت ولمدة عامين كاملين طالب العديد من الجهات الحكومية والأهلية بدعم البيت وإيجاد موارد مادية ثابتة له ولم تنجح كل تلك المحاولات. ويعتبر مدير صالة داما آرت الفنان أحمد حسين بيت التشكيليين المنطلق الأول لكثير من الفنانين، وهو أحدهم، وأضاف «هو المكان الذي يستقبل الجميع بكل ترحاب ويفسح لهم مكانا للعرض والحضور واكتساب الخبرات من خلال وجود عدد كبير من الفنانين أصحاب الخبرات العالية، فلا ينكر كثير من الفنانين مدى استفادتهم منه». ولفت إلى أن البيت في الآونة الأخيرة تعثر بعض الشيء حتى أصبح لا يقوى على تقديم ما كان يقدمه من إنجازات لقلة الدعم المادي والمعنوي فأصبح عاجزا عن أداء دوره الكبير الذي كان يؤديه وابتعد عنه الفنانون حتى أقفل، واستطرد قائلا «لما لبيت التشكيليين من أهمية ودور كبير في صناعة الحركة التشكيلية في المملكة آمل أن يعود إلى سابق عهده، ذلك الصرح الحضاري الذي يقوم بدور مهم في دعم الفنانين وإظهارهم بالشكل الجيد وتقديمهم للساحة التشكيلية وخدمة الفن التشكيلي في المملكة».

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up