رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد الأحمري
فهد الأحمري

تستاهل الصين

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كنت في مصعد مع بعض الزملاء فقال أحدهم تخيلوا لو حصل للصين كارثة كيف سنجد قطع غيار لهذا المصعد، وكم سيكون سعره من بلدان بديلة؟
المصعد مجرد مثال واحد، وإلا فكلنا يعلم أن حياتنا مليئة بالمنتجات الصينية بكل ما تعني كلمة حياتنا، ليس في العالم الثالث فحسب، بل على مستوى سكان المعمورة.
صحيح أن هناك منتجات صينية رديئة غير أنه يوجد منها ذات جودة متوسطة وجودة عالية، وكما قال دايم السيف: «الزين غالي لكن الأزين أغلى**ولكل شرايٍ بضاعة وسوقي».
نحن نتمنى سلامة الصين من الكوارث ليس لما سبق وحسب، بل من باب التعاطف مع الإنسان أولا وأخيرا بغض النظر عن الحسابات المادية، ولا حتى العقدية.
لو لم يكن هناك صين لكانت البشرية تحت رحمة الدول الصناعية الأخرى، الغربية منها والشرقية، ولأضحت الأسعار أضعافا مضاعفة في السلع التي يحتاجها الناس في حياتهم اليومية وغير اليومية، ولحدث انحسار كبير في توفر كثير منها في الأسواق، وهذا من أسوأ أنواع التضخم.
الصين منحة وهبها الله للعالم المعاصر، فهي قبلة العالم صناعيا واقتصاديا وعلميا، لأنها تشكل ما يقارب 20% من الناتج الإجمالي العالمي كثاني أكبر اقتصادات العالم، وهي قاب قوسين من تخطي أميركا واحتلال المرتبة الأولى اقتصاديا. الصين لا تصدر المنتجات الصناعية بأنواعها فحسب، بل إن الصين تصدر السياح الذين يجوبون الأرض بإحصائية بلغت 157 مليون سائح صيني سنويا، ينفقون حوالي 300 مليار دولار خارج بلادهم وفقا لأكاديمية السياحة الصينية، والتي توقعت إنفاقهم 429 مليار دولار عام 2021.
الصين أهم سوق لمنتجات النفط، فهي في صدارة المستوردين من بلدنا، حيث تستأثر بنحو 12% من إجمالي صادرات المملكة، وهي أهم سوق للمنتجات البتروكيماوية السعودية، ومن أهم الدول التي يسعى العالم إلى جذب استثماراتها.
الصين اليوم وهي تواجه تفشي فيروس كورونا، يُفترض أن يتعاطف العالم معها، إلا أن البعض استغلها فرصة للتشفي من الصين وتشويه سمعتها، ليس على مستوى الأفراد فحسب، بل على مستوى منظمات ودول غربية، على وجه التحديد، لغرض إسقاط الصين والتحكم بالسوق الاقتصادية العالمية.
الصين لديها الخبرة الكافية للتعامل مع الوباء ومعالجة آثاره، ولديها القدرة الاقتصادية والقدرة الفنية. وفي هذا السياق أبهرت الصين المجتمع البشري حين شيدت مستشفى جديدا بطاقة استيعابية تصل لـ1000 سرير في غضون 8 أيام لعلاج مصابي الفيروس، بعد تعرض المرافق الصحية بالمدينة المنكوبة لضغط شديد.
العالم يدرك إمكانات الصين الهائلة على احتواء هذه الأزمة القاتلة، ويعي المدركون الكارثة البشرية فيما لو حل الوباء ذاته في بلد آخر غير الصين.
الملفت في هذه الأزمة أن يجتمع بعض الإسلاميين والرأسماليين على التشفي من الصين بكلمة مفادها «تستاهل الصين»!! لأسباب عنصرية بحتة، والثانية مادية بحتة، وهل هناك أسوأ من العنصرية والجشع إذا اجتمعا؟
الصين تستاهل الاهتمام، الإعجاب، التعاطف والدعاء لها بأن تتجاوز هذه المحنة وتتغلب على الوباء الذي حل بها، لينعم العالم باستقراره الاقتصادي وقبله الصحي.. اللهم رب الناس اذهب البأس عن الصين وأهلها، اللهم اشف مرضاها ومرضى العالمين أجمعين دون استثناء..
هل سنشاهد مثل هذا الدعاء الإنساني للصين على المنابر.
نقلا عن الوطن

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up