رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

حلام العصافير

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لسُت ممن يؤمنون ويتهافتون على تفسير الأحلام، وقد يكون مرد هذا أن أحلامي تشبه أحلام العصافير (تأكل فطير وتطير)، ومهما حاولت أن أقبض عليها لا أجد غير السراب. وعلى كثرة ما قرأت عن هذه (الترهات) ­ التي هي الأحلام ­ وعلى كثرة ما (صمخت) أذني حجج المؤمنين بهذا العلم ­ إن كان علًما ­، كان كلامهم يدخل من أذني اليمنى ليخرج حالاً من أذني اليسرى. غير أن هذا لا يمنع من أن أشرككم ببعض قراءاتي التي لم أصدقها أو أقتنع بها. ومن أشهر الأحلام التي تناقلتها الأجيال حلم الرئيس الأميركي (لنكولن)، فيقال: إنه حلم في إحدى ليالي أبريل (نيسان) سنة (1865 (بأنه مات، وقد أخبر لنكولن كاتب سيرة حياته (وارد لامون) أنه حلم، وكان يتنقل في البيت الأبيض من حجرة إلى حجرة، وكانت كل الحجرات خاوية، ولكنه استطاع أن يسمع صوت نحيب وهو في بعض الأمكنة، وحين وصل إلى الحجرة الشرقية شاهد جمًعا ينتحبون وفي وسط الغرفة رأى نعًشا، فسأل لنكولن: من مات؟ فأجاب أحدهم أنه رئيس الجمهورية، وبعد ثلاثة أيامُقِتل لنكولن. وهناك حادثتان مهمتان قد سجلتهما جمعية البحوث النفسانية بإنجلترا، وقد حدثت الأولى لـ(جون ويليامز)، ولم يكن يهتم بسباق الخيل، كما كان يكره المقامرة عليها، ومع ذلك فقد حلم في الليلة التي سبقت قيام وفي النهاية ذكر اسم الجياد الأربعة الأولى التي فازت، وفي الصباح التالي أخبر ويليامز ثلاثة أشخاص سباق الدربي في 31 مايو (أيار) سنة 1933 بأنه كان يصغي إلى المذيع بالراديو، وهو يلقي وصًفا للسباق، بحلمه، وفي العصر أخذ يصغي إلى جهاز الراديو، وذكر المذيع تفاصيل السباق نفسها، وأعلن عن أسماء الجياد نفسها. وفي المثال الثالث حلمت السيدة (بلاديس كلارك)، وهي ربة بيت إنجليزية، بأنها كانت مزمعة أن تقضي عطلة نهاية الأسبوع مع أصدقاء لها في بلدة ورثنج، وكان مضيفها عادة يقابلها على المحطة في سيارته، ولكنه في الحلم أتى في عربة يجرها جواد صغير، وفيما هما منطلقان إلى البيت شاهدت السيدة (كلارك) حافظة نقود سوداء ملقاة في الطريق ولما تناولاها وجدا أنها تحتوي على عدد من أوراق النقد. وذهبت السيدة كلارك بعد أسبوعين إلى ورثنج، وتولتها الدهشة حين قابلها مضيفها في عربة يجرها جواد صغير معتذًرا بأن سيارته كانت تحت التصليح، فقالت له:ُسق على مهل فإني مزمعة العثور على حافظة قود سوداء، وعلى بعد ثلاثة أميال بعد ذلك وجدا الحافظة وبها سبعة جنيهات وعدة شلنات ­ انتهى. والآن أدرك (شهريار) الذي هو (مشعل)، أدركه الصباح، وسكت عن الكلام المباح. جعل الله أحلامكم كلها (كوابيس)، قولوا معي (آمين).
نقلا عن الشرق الاوسط

arrow up