رئيس التحرير : مشعل العريفي

أثارت الجدل بعد ظهورها فوق وفد "أردوغان" خلال لقاءه "بوتين" في موسكو.. من هي "كاثرين" التي أذلت الخلافة العثمانية؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: أثارت صورة للوفد التركي المرافق للرئيس، رجب طيب أردوغان، خلال الزيارة التي أجراها إلى، موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جدلًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن النشطاء ألقوا الضوء على تمثال فوق الوفد التركي الذي كان يقف جانبا، قائلين إنه يعود لـ"كاترين الثانية" التي تعتبر إحدى أشهر أباطرة الروس والتي ألحقت العديد من الهزائم بالدولة العثمانية. من هي كاثرين لذلك سلط الكاتب "طه عبد الناصر رمضان"، الضوء على هوية الإمبراطورة الروسية كاثرين الثانية، في موقع "العربية"، موضحًا أن العالم عاش ما بين عامي 1768 و1774 على وقع أحداث الحرب الروسية العثمانية التي سرعان ما تطورت من مناوشات حدودية لحرب واسعة، وبينما عانى العثمانيون، بقيادة السلطان مصطفى الثالث الذي اعتلى العرش عام 1757، من مشاكل داخلية جمة، اتجهت الإمبراطورة الروسية كاثرين العظيمة، المعروفة أيضاً بكاثرين الثانية، البالغة من العمر حينها 39 سنة لتوسيع نفوذ بلادها والحصول على موطئ قدم بالبحر الأسود وطرد الأتراك من المنطقة. معاهدة استسلام وتمكنت كاثرين الثانية بعد نحو 6 سنوات من القتال من تحقيق نصر هز عروش أوروبا الغربية ففرضت بموجب ذلك معاهدة استسلام مذلّة، عرفت بمعاهدة كيتشوك كاينارجي (Kuchuk Kainarji)، على الأتراك الذين تلقوا هزائم قاسية بالحرب فأجبروا على تقديم تنازلات للإمبراطورية الروسية.
وفي سبيل توقيع المعاهدة، أوفدت روسيا المارشال بيوتر روميانتسيف (Pyotr Rumyantsev) لتوقيعها، وأرسل السلطان العثماني عبد الحميد الأول، الذي استلم العرش حديثاً في يناير 1774 عقب وفاة أخيه السلطان مصطفى الثالث، وزيره محمد باشا لتمثيل العثمانيين وتوقيع المعاهدة.
مبادئ الاتفاقية ونصت على وقف إطلاق النار وعودة العلاقات الدبلوماسية وتبادل الأسرى وتسليم المطلوبين للعدالة، ومنح كاثرين الثانية لقبها وإدراج لقب "إمبراطورة الروس" بجميع مراسلاتهم نحو الإمبراطورية الروسية كما تعهد السلطان العثماني بحماية المسيحيين والكنائس والسماح للروس بزيارة القدس وسائر المدن العثمانية متى شاءوا مع توفير الحماية لهم وإعفائهم من دفع الضرائب.
وافقت الدولة العثمانية على تسهيل حركة عبور السفن الروسية
وسعيًا لتطبيق مبادئ الاتفاقية، سمح العثمانيون للروس بإرسال القناصل واختيار أماكن إقامتهم وإنشاء كنيسة يونانية بالقسطنطينية تحت إشراف السلطات الروسية. وإضافة لقبولها بتقديم تعويضات، وافقت الدولة العثمانية على تسهيل حركة عبور السفن الروسية عبر الدردنيل والبوسفور ومساعدة روسيا في إبرام اتفاقيات تجارية مع عدد من الإيالات كتونس والجزائر وطرابلس.
كما أقدمت الإمبراطورية الروسية على إعادة مناطق مولدافيا وفالاشيا للعثمانيين عقب حصولها على ضمانات بمنحهما استقلالاً ذاتياً وتعهدت بالتدخل بهما في حال عدم احترام السلطان لوعوده بضمان حقوق المسيحيين. في المقابل، حصلت روسيا على مناطق بالقوقاز وموانئ هامة كأزوف وكيرتش لتكسب بذلك منفذاً استراتيجياً نحو البحر الأسود الذي لم يعد ملكاً للعثمانيين بعد اليوم.
نفوذها بالبحر الأسود
كما حصلت خانية القرم على استقلالها من العثمانيين وظل ارتباطها بالقسطنطينية دينياً فقط قائماً على تنظيم سلطات الأخيرة للشؤون الدينية لمسلمي المنطقة، وفي وقت لاحق لم تتردد كاثرين الثانية عام 1783 في التدخل بخانية القرم لتضمها بشكل رسمي للإمبراطورية الروسية وتزيد بذلك من نفوذ بلادها بالبحر الأسود. ولعب المسؤول العثماني أحمد رسمي أفندي ونظيره الروسي نيقولاي فاسيلييتش ريبينين (Nikolai Vasilyeich Repnin) الدور الأهم في إنجاح المفاوضات التي أفضت لتوقيع المعاهدة يوم 21 يوليو 1774 بمنطقة كيتشوك كاينارجي ببلغاريا حالياً.
اتفاقية مذلة واعتلى السلطان العثماني عبد الحميد الأول، العرش، باتفاقية مذلة حدّت من نفوذ ومكانة بلاده على الساحة العالمية، حيث أهين الأخير على يد الإمبراطورة الروسية كاثرين العظيمة التي ارتقت بروسيا وضمّتها لمصاف القوى العظمى وجعلتها ندا لفرنسا وإنجلترا. كما صنّفت روسيا نفسها، حسب المعاهدة الموقعة، حامية للمسيحيين الأرثوذكس بالشرق فضمت بذلك حق التدخل ضد الأتراك متى شاءت لحمايتهم.




آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up