رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. فهد العتيبي
د. فهد العتيبي

وُجدت لتبقى

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قامت الدولة السعودية الأولى عام 1157هـ (1744م) بعد اتفاق الدرعية بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب. وانطلقت من الدرعية لتوحد معظم أجزاء الجزيرة العربية، وتنشر الدين، حتى نهايتها سنة 1233هـ الموافق 1818م على يد الجيش العثماني بقيادة إبراهيم باشا. ولم تلبث هذه الدولة على الرغم مما تعرضت له من فظاعات أن تعود مرة أخرى على يد الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود وكانت عاصمتها الرياض، وقد لعبت دورها في الجزيرة العربية، ولكنها لم تلبث أن سقطت بسبب التدخلات الأجنبية. ولم تلبث الدولة السعودية أن قامت للمرة الثالثة وفي مدة لم تتجاوز عشر سنوات عندما نجح الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله في استرداد ملك أجداده بدخوله الرياض عام 1319هـ معلناً قيام المملكة العربية السعودية. ونحن هنا أمام ظاهرة فريدة في التاريخ، فكم من الدول سقطت ولم يقم لها قائمة، بل وكم من الإمبراطوريات سقطت ولم تقم مرة أخرى. ولو بحثنا الأسباب وراء هذه الظاهرة التاريخية الفريدة لوجدناها كالتالي: أولاً، كانت دعوة إبراهيم عليه السلام لربه أن يجعل هذه البلاد آمنة، ويرزقها رغد العيش. ومن المعروف أنه منذ عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى قيام الدولة السعودية لم توجد في الجزيرة العربية دولة قادرة على السيطرة على هذه الأرض وتكوين وحدة سياسية جامعة تقوم على أساس الأمن والاستقرار الاقتصادي. وبلا شك أن نجاح المملكة العربية السعودية في ذلك جعل الناس يدركون قيمة هذه الدولة ويلتفون حولها إيماناً منهم بأنه لا يصلح لحكم هذه الأرض إلا هذه الدولة. ثانياً، أن أسرة آل سعود الكريمة من نسيج هذا الشعب السعودي الكريم، فلم يأتوا من خارج الأرض مما كان أكثر مدعاة للالتفاف حولهم. ثالثاً، ترتبط هذه الأسرة مع شعبها بوحدة مصير سواء في مراحل الحروب أو في مراحل الاستقرار والبناء. هذا المصير المشترك كان هو الآخر من عوامل التفاف الشعب حول قيادته التي لم تنأَ بمصيرها عن مصيره. وأخيراً، كان لوضع حكومة المملكة العربية السعودية كما يفعل خادم الحرمين وولي عهده الأمين المواطن السعودي ومصلحته على رأس أولوياتها دور كبير في التفاف الشعب السعودي حول خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهما الله. لكل هذه الأسباب انفردت الدولة السعودية بكونها الدولة الوحيدة المناسبة والقادرة على الاستمرار وحكم هذه الأرض. نقلا عن الرياض

arrow up