رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

من حكَّم الجاهل في المجهول؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لا حاجة لإعادة تفاصيل محاولة السعودي الذي أطلق الرصاص على الطبيب الأردني؛ شكرا له على توليد زوجته! ولكن السؤال هو: هل يعاني الرجل من مرض نفسي، أو اختلال عصبي؛ (قد) يخفف عنه المسؤولية الجنائية؟ إن سيناريو استدراجه ـ إن صحت الروايات ـ لهذا الطبيب بالذات، إلى حديقة المدينة الطبية، وعدم إطلاق النار عليه ـ أو عشوائيا ـ داخل المستشفى، واكتفائه برصاصة أو اثنتين، ينفي عن الجاني أية علة نفسية، أو عصبية، أو إدمان، ويؤكد أنه فعل فعلته مع سبق الإصرار والترصد، وبكامل أهليته الشرعية، وقواه العقلية! وإن صحَّ عنه أن السبب هو غيرته على زوجته (عورته) من كشف (طبييييييب) أجنبي عليها؛ فإن الكارثة تتجلى في أنه بكامل قواه العقلية! هذه القوى التي تنامت في رأسه منذ الصغر بأن المرأة كلها عورة؛ لا فرق بين أن تكون مراهقة تتمايص في شارع (التحلية)، أو أُما فاضلة تعاني سكرات الطلق والوضع (كُرهاً)، بعد تسعة أشهر كابدتها وهنا على وهن! ولا فرق بين فتاة مع خطيبها في مطعم، وسيدة وقورة في مجلس الشورى؛ كلتاهما عورة يجب أن توارى خلف (البارتيشن)! ولا يجوز لرجل أن يطلع على تلك العورة بأي شكل؛ لا فرق بين زبون عابر يحاسب عند (كاشيرة) محتشمة، وبين طبيب لا تأتيه إلا وهي مريضة، ولا يرى عورة (العورة) إلا وهي في أعطب وأقذر أحوالها! ولو قدر لسعودي أن يرى زوجته عند الوضع «اسم الله علينا»؛ لاحتاج هو إلى (نفاس) طويل ليعود ويعاشرها من جديد! فكيف بمن أفنى عمره في هذه (المتعة)؟! والدلالة الأكرث من الكارثة هو أن هذا الرجل ليس نادرا، ولا قليلا، ولا كثيرا؛ بل إنه يمثل الشريحة الأكبر في مجتمع تمتنت (قواه العقلية) على أن العلاقة الوحيدة بين الرجل والمرأة هي: الاستجابة للغريزة بين عورتي كليهما، في لحظة حميمية: شرعية أو شيطانية! ولو توقفت هذه (القوى العقلية) عند حقها في اعتناق ما تراه من الآراء؛ لما كانت هناك أزمة ولا احتقان (آيديولوجي)؛ ولكنها تصر على فرض حقها على الآخرين، بقوة السلطة لا بالحكمة والموعظة الحسنة! وهي ما زالت تختطف أهم السلطات: التعليم، والمنابر، والصحة أيضا... صدق أو لا تصدق!!
نقلا عن مكة

arrow up