رئيس التحرير : مشعل العريفي

فيروس كورونا.. هل ينتقل عبر المطر؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد - وكالات : تنتشر العديد من المعلومات والمفاهيم الصحيحة والمغلوطة بشأن طرق انتشار فيروس كورونا المستجد، إما عن طريق الهواء أو اللمس، إلا أن السؤال الذي يتبادر للذهن لدى البعض هو: هل يمكن للفيروس أن ينتشر عن طريق المطر؟.
السر وراء إمكانية احتفاظ قطرات المطر بالفيروسات تؤكد إحدى الدراسات العلمية التي نشرتها دورية علم البيئة الميكروبية في عام 2018 أن طبقة التروبوسفير في الغلاف الجوي هي السر وراء إمكانية احتفاظ قطرات المطر بالفيروسات، وهذه الطبقة الجوية – التي تقع أسفل المكان الذي تطير فيه الطائرات - تعتبر المخزن الرئيسي للفيروسات والوبائيات، وهي التي تقف وراء انتشار الأمراض.
وبحسب الدراسة، فإن تلك الطبقة من الغلاف الجوي تودع في أجوائها مليارات الفيروسات وعشرات الملايين من الأنواع البكتيرية في كل متر يوميا، كما أظهرت الدراسة على أماكن فوق جبال سييرا نيفادا في إسبانيا.
وخلصت الدراسة إلى أن أكثر من 800 مليون فيروس يوجد في كل 11 قدما مربعا فوق طبقة التروبوسفير تلك.
رذاذ البحر وغبار التربة ومن المعروف أن الفيروسات تنتقل عن طريق جزيئات الهواء التي تتكثف من المياه وغبار التربة. ووفقا لمعهد العلوم في جامعة كولومبيا البريطانية، فإن الفيروسات يمكن لها أن تنتقل في الهواء بشكل رئيسي من خلال رذاذ البحر وغبار التربة، عبر التصاقها بجزيئات عضوية أصغر وأخف وزنا تكون معلقة في الهواء والغازات الناقلة، مما يعني أن تلك الفيروسات يمكن أن تبقى لفترة أطول عائمة في الهواء.
وبمجرد عبور تلك الفيروسات للحدود الجوية من خلال طبقة التروبوسفير، على ارتفاعات تبلغ تتراوح بين 8 إلى 10 آلاف قدم، يمكن لتلك الفيروسات الانتقال بحرية إلى مسافات شاسعة.
عابرة للقارات وبحسب أحد خبراء علم الفيروسات وعضو الفريق العلمي الذي أعد الدراسة، فإنه من المحتمل جدا أن تصبح تلك الفيروسات عابرة للقارات تتنقل من قارة لأخرى.
وتقدم نتائج الدراسة فكرة حقيقة عن كيفية بقاء بعض الفيروسات حية في العديد من النظم البيئية والبيئات المختلفة. ولأن عامل الاتصال الرئيسي هو الماء، فيمكن أن تنتشر الفيروسات في جميع أرجاء العالم بسبب تلوث بحيرة واحدة أو بركة واحدة في أي بقعة من العالم.
لا يمكنها إصابة البشر بشكل مباشر مع هذا، فإن معظم الدراسات تؤكد أن الفيروسات – وربما جميعها تقريبا- التي تصيب الجهاز التنفسي لا يمكنها الانتقال لوحدها عبر الهواء من دون وسيط عبر المنظومة البيئية، وبالتالي لا يمكنها إصابة البشر بشكل مباشر.
وبالعودة إلى فيروس كورونا الغامض وطرق انتقاله أيضا، فإن سلوك فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" هو أشبه بسلوك فيروس سارس وميرس، وبالتالي فإن الدراسات لا تشير إلى إمكانية انتقال المرض عبر هطول الأمطار بالنظر إلى العمر الافتراضي للفيروس واستبعاد طريقة انتقاله عبر الهواء.
مع هذا تسبب انتشار وباء كورونا بقلق عالمي، إذ تدرس منظمة الصحة العالمية اتخاذ الاحتياطات للعاملين في القطاع الصحي بعد أن أظهرت دراسة أن الفيروس يمكن أن يعيش في الهواء اعتمادا على ظروف بيئية معينة كالحرارة والرطوبة.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up