رئيس التحرير : مشعل العريفي

الأهلي والنصر .. لسعة النحلة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"، بالضبط تمثل الآية الكريمة حال النصراويين ونصرهم قبل نهائي الكأس اليوم، عواصف شديدة مرت بأصفر الرياض منذ أن أعلن رئيسه الأمير فيصل بن تركي استقالته من إدارة النادي، مرورا بالبيانات المتبادلة بين المرشح والداعم من جهة والإدارة من الجهة الأخرى، حولت النادي إلى ساحة حرب علنية بين الأطراف كافة، إلى درجة أن محبي النادي الحقيقيين المغرمين به احتاروا في أي جهة يصطفون، ومن هو الصادق من ناثر الملح على الجراح. .. معركة الأصفريين وتبادلهم اللكمات والكلمات، شر أحدث خيرا على كراهيته، كشفت كثيرا من الأوراق المغطاة على طاولة اللعب، ومنحت النصر الفريق هدوءا في تحضيراته وغيابا للنصائح الفنية المزعجة التي يطلقها أصغر نصراوي لمدرب الفريق، وحجبت رسائل هز الثقة التي تتوالى تجاه عناصر الأصفر منذ الجولة الأولى في دوري هذا الموسم، وعزلت الفريق عن المشهد الإعلامي، وهذا خير أنتجه الشرر المتطاير بين النصراويين أنفسهم. .. اليوم يحضر النصر في نهائي الكأس الكبرى، وسيظفر بها إذا نجح في تفادي ضربة البداية من خصمه، فأي ضربة من الأهلي سيكون الوقوف بعدها صعبا للغاية، لأن الجراح ستتفتق، والمبررات المنقذة تدور في الرؤوس وتكبح الطاقات الإيجابية مقدمة السلبية على ما سواها. .. الأهلي بطل الدوري، وصاحب الأرقام القياسية في الموسم، هو الأوفر حظا بالذهب اليوم، والأقدر فنيا، فريق يتوافر على تخمة في اللاعبين الجاهزين، واستقرار فني وإداري، ويعيبه الاستغراق في الاحتفالات ببطولته التاريخية، ومتى ما شعر بأنه البطل قبل أن تبدأ المواجهة سيخسر حتما، ومع الأسف هذا شعور يحيط بالأهلاويين، ويتملكهم، وربما كبح الليلة قدراتهم الفنية الفارقة هذا الموسم. .. مباراة اليوم، واحدة من أسهل المباريات فنيا في تاريخ النهائيات التي لعبها الفريق الأخضر، لا تحتاج منهم إلا إلى نسيان حال خصمهم طوال الموسم، وضربه من البداية على جراحه المتفاقمة، ومنعه من أي فرصة للتنفس وعندها لن يكون لدى القادمين من العاصمة أي فرصة للاستشفاء في الوقت التالي. .. إذا جاءت ضربة البداية اليوم من الأهلي سيكسب، وستتوالى ضرباته، وربما تكون كبيرة.. كبيرة، وليس أمام الأصفر إلا اتخاذ سياسة الملاكم الموهوب الذي يعاني جاهزيته الناقصة أمام جاهزية خصمه الكاملة، فيتخذ أسلوب: "يتحرك كالفراشة، ويلسع كالنحلة"، محاولات النصراويين السيطرة على الملعب والكرة، ستكون فاشلة، وعليه أن يبحث عن الوصول للهدف بطرق مختصرة ويبني متاريس أمام مرماه، والتحلي بالصبر والتفكير العميق، فكلما مضى الوقت وهو يتفادى الضربات، سينجح حتما في توجيه واحدة أو أكثر في مكان قاتل.
نقلا عن الاقتصادية

arrow up