رئيس التحرير : مشعل العريفي

كوستر .. كن جريئا أو اصمت

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

إذا لم يظفر منتخبنا الأولمبي بالنقاط الثلاث اليوم في مباراته أمام كوريا الشمالية، فإن الأحلام نحو أولمبياد ريو دي جانيرو ستتبخر، وسنعود من الدوحة بخفي حنين، ونقول ليت اللي جرا ما كان.
أمام تايلاند، نجونا من الخسارة في وقت كنا الأقرب لها، ثم فرطنا في فوز متاح، وهو في متناول أيدينا. لم نلعب كرة قدم حقيقية في الشوط الثاني، طغى الاجتهاد على ألعابنا، وعابها التسرع والعشوائية في الشوط الأول، فكان أخضرَ مشوها لا يليق بالأسماء الموجودة في قائمته.
.. الهولندي آدري كوستر مدرب منتخبنا وجه سيلا من الانتقادات للاعبي الأخضر خلال المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة الماضية، استغربت عندما قال: "لاعبو فريقي لم يتناقلوا الكرة بشكل جيد، وغلبت علينا الأخطاء"، وهو الذي حشر لاعبيه في وسط الميدان دون توظيف واضح لقدراتهم، ووقف متفرجا أمام التداخلات والتصادمات العجيبة في خط المنتصف، ولم يحرك ساكنا، بل إن تغييره الأول لم يأت إلا بعد الدقيقة السبعين.
.. شخصيا أعلق آمالا كبيرة على الأخضر الأولمبي الحالي، رغم ضعف برنامج إعداده، وقلت في نفسي إن هؤلاء اللاعبين مستمرون في اللعب مع أنديتهم منذ بداية الموسم ما يجبر كسور البرنامج التحضيري.
.. واحترم تاريخ الهولندي كوستر منذ أن كان لاعبا دوليا فذا، مرورا بتدريبه منتخب هولندا للشباب، ثم أياكس ونهاية بالإفريقي التونسي، رغم عدم ارتياحي للطريقة التي جاء بها لقيادة الأولمبي الأخضر، إلا أن ما شاهدنا أمام تايلاند يتحمل منه الجزء الأكبر، قبل اللاعبين والأجهزة الإدارية.
لا أعرف ماذا كان يريد كوستر وهو يرص اللاعبين رصا وسط الدائرة، ويشاهد بأم عينه ألا كرة تمر من العمق، ويصر ويلح، لا أعرف كيف استطاب له الجلوس على مقاعد البدلاء هادئا وهو يشاهد الأخطاء البدائية القاتلة التي وقع فيها متوسطو الدفاع، وبعد المباراة يرمي باللائمة على اللاعبين، لا أعرف لماذا لم يكن الهولندي المتجهم جريئا ويستبدل الأسماء الكبيرة إمكانات، المتواضعة آداءً منذ الشوط الأول.. لقد فشل كوستر أمام تايلاند حتى وإن برر بعد المباراة بما برر.
.. ولأن البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد، علينا أن نتعلم الدرس في مباراة اليوم أمام كوريا الشمالية، ولا نكرر الأخطاء ذاتها، ليس مهما أن تضم القائمة اليوم كل الأسماء الرنانة التي تشارك في دوري المحترفين السعودي، قدر أهمية أن يكون لدينا قائمة متماسكة تُوظَف قدراتها في إيجاد فريق ذي شخصية يقف في الملعب ويعرف متى يهاجم، وكيف، ويعي متى يدافع وبماذا؟
.. فريقنا الحالي، أفضل منتخب أولمبي توافر لكرتنا السعودية منذ أولمبياد أتلانتا 1996، وجدير بالذهاب إلى الريو ممثلا لآسيا، فقط يحتاج إلى بعض الروح وكثير من التدبير الفني من الهولنديين الذين يملأون دكته إضافة إلى مدربين سعوديين آخرين، وهو جهاز فني ضخم، لم نر منه إلا العشوائية وسوء القيادة.
إذا كان كوستر يعرف اللاعبين بأسمائهم مع فرقهم، وتضغط عليه هذه الأسماء لتصيبه بحيرة في اختيار القائمة المثالية، ويظن أن رصهم في الملعب في غير أماكنهم ودون أدوار واضحة كاف، فلينعم بالجلوس على الدكة، ويترك المهمة للوطنيين الجعيثن وعنبر، ومع الأخيرين قدم الأخضر الأولمبي مستويات لافتة، بنينا عليها هذه الطموحات الكبيرة.
.. من العدل أيضا، الاعتراف بأن الاتحاد السعودي، أخطأ حين جاء بكوستر فوق الجعيثن قبيل المغادرة للدوحة، ورضخ لمطالبات فان مارفيك مدرب المنتخب الأول، وإلحاحات يان قائد الخطة الفنية في الاتحاد السعودي، ويا لهذا الاتحاد الذي لا يعرف متى يقول لا، ويتفنن في بعثرة طموحاتنا بهذه السلبية والعجز الغريب!
 
نقلا عن الاقتصادية

arrow up