رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الجمل
علي الجمل

(الحب في زمن كورونا)

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

عندما نفكر و نتفاعل في هذه الحياة نجد أنه تمر بنا أياماً عصيبة و إنتشار سريع لفيروس كورونا 19 وبداية هذا العام 2020. فقد أصيب به العالم أجمع مما جعل الحكومات تتخذ إجراءات أكثر حزما في منع التجول والتجمعات لدرجة أن الصين منعت الدبلوماسيين الأجانب من الدخول إلى بكين خوفا من إنتشار الإصابات المؤكدة لهؤلاء الأجانب. وفي العالم أجمع كل دوله لها إجراءاتها بحسب إنتشار الفيروس بها. والمملكة كل يوم تتخذ إجراءات أكثر إنضباطيه لتحقيق المصلحة العامة لمنع إنتشار هذا الفيروس .فماذا يفعل الناس في هذا الحجر المنزلي. إن الحجر أوجد حميميه بين أفراد الأسرة عند ملازمة منازلهم فالأب أصبح أكثر قربا من أبنائه , والأم هي الرابط الرئيسي بين أفراد الأسرة فكانت اللقاءات الأسرية أكثر عمقا فتجد أفراد الأسرة كخلية النحل كل يقوم بدوره. فمنهم من يلعب مع إخوته ومنهم من يقرأ حسب ميوله ومنهم من يتابع دراسته عن طريق التعلم عن بعد فتعليم أبنائنا مستمر رغم الحظر وزادت الاتصالات الهاتفية بين الأهل والأقارب وأصبح التواصل أكثر فأكثر. لقد فعل هذا الفيروس بنا خيرا إجتماعيا فجعل الكثير منا يعيد صياغه حياتة من جديد بالقرب أكثر فأكثر من الأسرة وأقربائه فأصبح ذلك سمّه وسلوك وحب متبادل وعميق ( إنه الحب في زمن الكورونا ) و أصبح التماسك الأسري كبيراً جداً وقد خسر من لم يتعلم من كورونا شيئا. أصبحت الشوارع هادئة في النهار والليل لاصخب ولا إزعاج ولا مراهقين متسيبون بلا حسيب ولا رقيب ولا توجيه . النساء والبنات في البيوت مع أسرهم وأبنائهم لا أسواق ولا مولات ولا مطاعم ولا سهرات فارغه . الأبناء تحت عناية الوالدين فهناك جلسات عائلية فيها الحوارات الجميلة والحب والأنس . الرجال وأرباب الأُسر استقروا في بيوتهم وعوضوا أُسرهم عن غيابهم وإنشغالهم عنهم طوال العام لاسهر ولا إستراحات ولا إجتماعات مبالغ فيها. المستشفيات متأهبة وجاهزة وأصبحت أكثر إستعداداً ونظافة. الشباب أصبح مسؤولا ولهم أعمال تطوعية عديدة للمجتمع وأيضاً الكافيهات تقدم مشروباتها خارج المقهى لا جلسات أو تجمع في المطاعم فأصبح الراتب فيه بركه ولا ينتهي بسرعه . وبالرغم من حرماننا من أداء الصلاة في المساجد اصبح الأب أو الأخ الأكبر هو الإمام في أهل بيته . وفيه أيضا تعليم للصغار وأجراً كأجر صلاة المسجد . أكثر ماشدّ إنتباهي تطوع الشباب ورجال الأعمال لخدمة هذا الوطن المعطاء . فمنهم من جعل عمارته السكنية لخدمة وزارة الصحة ومنهم من جعل فندقه الخاص بعدد غرف تعدت المائة تطوعاً للخدمات الصحية والحجر . ولو ذكرت الكثير من المبادرات في هذه الأوقات الإستثنائية وفي ظل هذه الظروف لما أوفى هذا المقال حقهم. وهناك من ارسل زوجته وأبنائه لأهل زوجته وتفرغ هو لرعاية والديه ويتواصل مع أبنائه عبر برامج التواصل الإجتماعي . وأيضا أنا ألحظ هذه الأيام زحام في المكتبات الكبرى وإصطفاف كبير لشراء الكتب للقراءة والإطلاع وشراء الألعاب وتعميق الحب الأسري ( بالتعلم باللعب ) فأوجد أجواء جميلة للأسرة وقرب نفسي كبير بين أفرادها. وماذا بعد الحظر هل سيستمر تواصلنا مع أسرنا بعد إيجاد مصل لهذا الفايروس الممرض والمهلك هل سيستمر الأب بالتواصل مع أبنائة وأسرته أكثر فأكثر . هل سيعيد شبابنا صياغة حياتهم وأوقاتهم وترتيب أولوياتهم ويبعدوا عمّا لافائدة منه . وأحب أن أشير هنا إلى وقفات خادم الحرمين الشريفين بخطابه الظافي والذي طمأن فيه الشعب السعودي وجعل شعبه أول إهتماماته لأنه قائد إنساني من الطراز الأول فقد كان سباقاً بإتخاذه قرارات أسرع وخطوات إحترازيه والتي أبهرت قادة العالم للحد من إنتشار هذا الفايروس . ونشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على تحمل الدولة 60% من رواتب القطاع الخاص من خلال برنامج ( ساند ) بحد أقصى ( 9000 ريال ) بقيمة إجماليه تصل إلى 9 مليارات ريال . ختاماً ( كورونا ) أنت لم تأتي لتقتل وإنما أتيت لتربي وتعدل من سلوكياتنا . الإنسان لا يبتلى دوماً ليُعذب وإنما يبتلى ليُهذب ودمتم بحب.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up