رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د.فهد الزبن
د.فهد الزبن

هلال رمضان بين الشرع والفلك

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

من خلال بحث أجريته خلال عام 1434هـ عن هلال رمضان وما يعتريه من إشكاليات لدى الرائين له سواء من اكتسبها من خلال الوراثة والخبرة والمعرفة أو من خلال الدراسات الحديثة عبر المؤسسات التعليمية فإن رؤية هلال رمضان أو هلال العيد أصبح يثير جدلا في الخليج ولعل الوقت قد حان لأن تشكل هيئة مستقلة مرتبطة بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لفض الخلاف وتتوحد بها الجهود والخبرات وتكون مشكله من كل دولة بالخليج تشمل علماء شرعيين ومثلهم فلكيين وأكاديميين متخصصين لان مصدر هذا الخلاف هو الحساب الفلكي والرؤية الشرعية فالفلكيون ينظرون إلى القمر ومنازله ويحسبونه بالدقائق والثواني وأما الشرعيون فلا ينظرون لتلك الجزئيات الدقيقة وإنما ينظرون للقمر هل سبق الشمس أم سبقته من زوال الشمس حتى الغروب فإذا تم رؤية هلال رمضان قبيل مغيب الشمس وكان متأخرا عن الشمس بقليل فيكون لرمضان وان كان متقدما على الشمس فيكون لشعبان ، والتقويم الهجري هو طريقة لتأريخ الزمن، بدأ بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ويعتمد على الشهور القمرية حيث يبدأ الشهر القمري في التقويم الإسلامي برؤية الهلال استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غم عليكم فاقدروا له ثلاثين) رواه الإمام مسلم برقم (1080) وقد قام علماء الفلك في عصر الحضارة الإسلامية -من القرن الثالث الهجري إلى القرن السابع الهجري- بوضع القواعد والمعايير الدقيقة للتنبؤ بالأهلّة التي اعتمدت على تطوير المعايير البابلية القديمة، وقد انتشرت تلك المعايير لعدة قرون في معظم أنحاء العالم الإسلامي، ولكن مع اضمحلال تلك الحضارة والضياع التدريجي لتلك المعرفة العلمية، بدأت العديد من الدول الإسلامية في الرجوع إلى تقويماتها التقليدية كالتقويم الميلادي أو الصيني أو الهندي حيث أدى هذا إلى حدوث خلل في أسلوب التنبؤ بالتقويم الهجري ، ويبقى أن دخول شهر رمضان مرتبطا برؤية هلاله أو إكمال شهر شعبان ثلاثين يوما وتمام الإكمال يجب أن تتوفر به ثبوت دخول شهري رجب وشعبان وان تعذر فيتممان ستين يوما وبذلك يدخل شهر رمضان ، وقال ابن منظور في لسان العرب في حرف القاف عن كلمة قدر (وروي عن ابن سريج أنه فسر قوله : فاقدروا له ، أي : قدروا له منازل القمر فإنها تدلكم وتبين لكم أن الشهر تسع وعشرون أو ثلاثون ، قال : وهذا خطاب لمن خصه الله تعالى بهذا العلم ، قال : وقوله فأكملوا العدة خطاب العامة التي لا تحسن تقدير المنازل) وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- عن الأحاديث النبوية الشريفة في هذا الشأن (فهذه الأحاديث وغيرها في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل على أن المعتبر في ذلك هو الرؤية أو إكمال العدة، أما الحساب فلا يعول عليه، وهذا هو الحق، وهو إجماع من أهل العلم المعتد بهم) والله اعلم .
د. فهد بن محمد الزبن- باحث شرعي وقانوني [email protected]

arrow up