أَتْلَمْ التعليم على (جامعة) أم القرى!!

يقول الخبر، الذي لا يبشر بمنفعة؛ بالنسبة لمن ابتلي بالانتساب إلى التعليم، مذ كان طالبًا إلى أن أصبح مجرد (مُسَوْلِف عام) على المستوى السادس، مرورًا بكل شأنه وشنآنه، وشجونه وسجونه: إن وزارة التعليم؛ ممثلة في وكالتها للمناهج والبرامج التربوية، وقَّعت (وقعة سودا) مذكرة تفاهم مع (جامعة أم القرى)؛ ممثلةً في وكالتها للأعمال والإبداع المعرفي!! وذلك لإعداد البرامج، وتأهيل وتدريب منسوبي الوزارة في مجال القيادة والريادة، لتطبيق النظام الفصلي للتعليم الثانوي وتوفير المتطلبات اللازمة لتحقيق أهدافه!! وماذا سيستفيد التعليم من هذه الجامعة بالذات؟ وما الخبرات التي تتميز بها في هذه المجالات بالذات، عن (القامعات) السعودية الأخرى؟! لمن لا يعرف، ولمن لا يعرف أننا نعرف؛ فإن (جامعة أم القرى) هي الوحيدة في العالم، التي تسحب الدرجات العلمية من بعض منسوبيها، حين تكتشف من (عيونهم) أنهم لا يحبون تيار الصحوة، ولا ينافقونه!! ولم تكن تتورع عن محاكمة النوايا لمن يجاهر بحداثته؛ كالقطب الحداثي الشهير (سعيد السريحي)، الذي لم يخفت صوت المطالبين بإعادة الدرجة المسلوبة (1988) له، إلا مع الوزارة الجديدة، بعد إعفاء الوزير السابق (عزام الدخيل)! وقد كان بعض خصوم الحداثة والإبداع، من قيادات و(دعاة) الجامعة في الثمانينات الميلادية، يجاهرون بانتمائهم (الحزبي) لجماعة هي الأكبر في العالم الإسلامي؛ لكنهم سرعان ما غسلوا وجوههم (بمرقة)، وارتدوا يحاربونها بعد أن أعلنتها الحكومة جماعة إرهابية محظورة، وقدمت من خالف أنظمة مكافحة الإرهاب للمحاكمة! فهل يعقل نظريًا وعمليًا أن تكون الجامعة قد (فرَّت) الموجة على (الأعمال والإبداع) فجأةً، وأصبحت مؤهلة لتطوير التعليم العام الطام، وهي التي لم تأبه ـ حتى الآن ـ لسمعتها العلمية في قضية السريحي؟ وهل يمكن أن تستفيد منها الوزارة إلا في محاربة من تسوِّل له نفسه أن (يَتَسَعْيَدَ) فيها أو (يَتَسَرْحن)، وما أكثر ملفاتهم في وكالة (المتابعة) في الوزارة!! ولكن خبراء الأنظمة والقوانين الرسمية، يؤكدون أن (الجوازة دي مش حَتْتِمْ)؛ ليس استجابةً للمتشائمين ولا (المتشائلين) ـ حسب الروائي الراحل (إميل حبيبي) ـ ولا (المتفائمين) ـ حسب الأخخخ/ أنا ـ وإنما لأنها تعد تعديًا سافرًا على مهام وصلاحيات (هيئة تقويم التعليم العام)! وليطمئنوا فليس منها حسم قضية أي (سريحي)!!!
نقلا عن مكة