رئيس التحرير : مشعل العريفي
 سعيد السريحي
سعيد السريحي

رأيٌ في رؤية هلال رمضان

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ثمة طرق ثلاث يمكن اتباعها لمعرفة دخول شهر رمضان المبارك، أولها رؤية الهلال بالعين المجردة، وثانيها رؤيته بالمراصد، أما الطريقة الثالثة فهي الاعتماد على الحسابات الفلكية، وقد اعتمد الفقهاء لدينا على الرؤية بالعين المجردة لتحديد دخول الشهر انطلاقا من تفسير الحديث النبوي «صوموا لرؤيته....» على أن المقصود بالرؤية هي الرؤية بالعين المجردة، إذ لا ينطبق مفهوم الرؤية على الحسابات الفلكية، كما أن المراصد لم تكن قد عرفت آنذاك، واعتمد فقهاء آخرون على المراصد الفلكية، فيما لم يجد آخرون حرجا في اعتماد الحسابات الفلكية.
وقد أفضى ذلك إلى اختلاف بين مواعيد الصيام وتحديد دخول شهر رمضان في الدول الإسلامية، فيصوم المسلمون في هذا البلد يوما، ويصوم المسلمون في بلد آخر في يوم يليه أو يسبقه، ولهذا ارتفعت كثير من الأصوات مطالبة بتوحيد آلية تحديد دخول شهر رمضان، وذلك باعتماد المراصد أو الحسابات الفلكية، إذ يستحيل أن تتفق الدول الإسلامية في الرؤية لاختلاف الظروف المناخية بينها. غير أن للصوم حكمة أخرى ينبغي تمثلها في تحديد موعد دخول شهر رمضان تتجاوز ميزة توافق الدول الإسلامية في موعد الصوم، ذلك أن الصوم مرتبط في أصله بالقدرة الطبيعية على الصيام، ولذلك يجوز الإفطار لمن يفتقد القدرة كالمرضى وكبار السن ومن يشق عليه الصيام كالمسافر، وإذا كان الأصل مرتبطا بالقدرة البشرية فإن من الأولى أن يرتبط موعد بدء الصيام بهذه القدرة البشرية البحتة دون حاجة لاعتماد مراصد أو حسابات، إن الاعتماد على المراصد شبيه بالاعتماد على المغذيات والمقويات لتحقيق القدرة على الصوم، ولو حدث ذلك فهو خروج عما سهله الله لنا وانصراف عن ارتباط الصوم بالقدرة البشرية ونزع للصفة الإنسانية من حكمة الصوم. إضافة إلى ذلك فإن اعتماد الحسابات الفلكية من شأنه أن يحول دخول الشهر الكريم إلى عمل آلي ينزع عنه طابع المفاجأة ويخمد جذوة التوقع التي يستشعرها كل مسلم وهو ينتظر الإعلان عن دخول شهر رمضان. نقلا عن عكاظ

arrow up