رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبدالله بن بخيت
عبدالله بن بخيت

رمضان الأزمات آخرها تقرير الأمم المتحدة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

نستقبل شهر رمضان الكريم والعالم الذي يخصنا مازال يعيش أزماته. كلما تطامنت أزمة أو اعتدنا على حالتها ظهرت أزمة جديدة. نحن نعيش زمن التحولات الكبرى. مرة سيسرك سير الاحداث وأحيانا سيسوؤك.
معارك متناثرة في حرب كبرى. المملكة كأي دولة فاعلة ونشطة في التأثير على الأحداث تتمتع بأصدقاء ولا تخلو من الأعداء. عالم اليوم معقد يمتلئ بالتناقضات والتجاذبات. تحكمه قوى تتحد وتفترق بسرعة يصعب التحكم بها. مواجهة هذا العالم تتطلب خبرة وصبرا واستراتيجية وتحمل الضغوط. بقدر ما تعمل المملكة في الاتجاه الذي يحقق مصالحها يعمل أعداؤها في الاتجاه المعاكس. الحرب لا تنجز بين المتحاربين بالجيوش على الأرض او حتى بالقنوات الدبلوماسية المعتادة. أدوات المعركة تعددت وغمضت يقف في طليعتها الإعلام والمنظمات الدولية. تجييش الناس، تأسيس رأي عام معاد، هز الثقة عند الشعوب المستهدفة.
آخر ما تواجهه المملكة في هذه الحرب التقرير الذي صدر عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة الذي يتهم فيه التحالف العربي بقتل الأطفال في حرب إعادة الشرعية في اليمن. لن يجد هذا التقرير من يؤيده من أبناء المنطقة وخاصة اليمنيين. تاريخ المملكة مع اليمن يشهد بذلك. الشعب اليمني ليس سوى امتداد طبيعي للشعب السعودي. منذ استقرت الدولتان على صيغتهما القائمة والسعودية كانت أقوى داعم لاستقرار اليمن واقتصاده والحفاظ على وحدته وحرية المعتقد فيه. عدد العاملين اليمنيين في المملكة هو الأكبر والأكثر تسهيلات من بين كل ضيوف المملكة. تعيش مئات الألوف من العائلات اليمنية على التسهيلات السعودية المباشرة أو على التحويلات التي يبعث بها اليمنيون المقيمون في السعودية. لأول مرة تضطر السعودية أن تتدخل في اليمن بشكل مباشر وبعمل عسكري. وإذا اردنا الدقة ما تقوم به المملكة لا يمكن وصفه بالتدخل بقدر ما هو حماية لليمنيين من الاختطاف السافر والتقسيم وبطلب رسمي من الحكومة الشرعية التي تعترف بها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. اتهام التحالف بقتل الأطفال في اليمن لا يمكن أخذه على محمل الجد إلا في الإطار الدعائي المتعاظم هذه الأيام ضد المملكة. تفنيد هذا التقرير يعود إلى القنوات الرسمية. موقفنا كمواطنين يجب أن ينطلق من حرصنا على الوحدة الوطنية والحذر مما يجري في هذا العالم من صراعات نحن طرف فيها. فكما نحن نعمل هم أيضا يعملون. لا تكف الطبيعة الإنسانية عن الصراعات ابدا.
ما أن تنتهي معركة إلا وتبدأ معركة أخرى. الفوز في النهاية لمن يرتقي شعبها على التأثيرات الأجنبية والبروبوجندا. تقوية الجبهة الداخلية.
الأمم المتحدة منظمة ذات اهداف إنسانية نبيلة ولكنها تبقى تحت إدارة البشر والأهواء المتضاربة. تختلف من أمين إلى آخر ومن حجم الدول التي تؤثر في قراراتها. لا يمكن أن تكون هذه المنظمة أو غيرها من المنظمات محايدة. معظمنا تابع ما يجرى في اتحاد كرة القدم وانفجار كل أشكال الفساد بعد أن وضعت البشرية ثقتها فيه سنوات طويلة. ونتذكر أيضا الاتهامات التي تطايرت في حق أمين عام الأمم المتحدة الأسبق كوفي عنان. هذا لا يعني أن نستخف بمثل هذه التقارير إذا كانت تتضافر مع حملات معادية تأتي من جهات أخرى. نحن في حرب على جبهات متعددة والنصر لنا إذا ضمنا الجبهة الداخلية والالتفاف التام حول القيادة. وكل عام وأمتنا السعودية والإسلامية بخير. نقلا عن الرياض

arrow up