الأصلع كريم .... والوسيم ثقيل دم ... !؟

وصاحب الوجه النحيل قاس وعنيف وصاحب العيون الجاحظة بخيل والأملس حنون ... ألخ أيها الرجال تحسسوا ملامحكم وقسمات وجوهكم قبل القدوم على الزواج ! فمن أغرب ما سمعت يقول أحدهم : إحدى قريباتي تقدم لها رجل وأثناء الرؤية الشرعية إذ بها تُحدق ملياً بملامح وجهه وفجأة هرعت مسرعة وبفزع شديد وعندما سألوها عن السبب قالت : جبهته كبيرة وعيونه تميل إلى الجحوظ وهذا دليل حسب الدراسات والأبحاث أنه مرشح للخيانة وبخيل ! حقيقة لا نلومها على نفورها وفزعها (خائن وبخيل !) ... مشكلة هذه الفتاة وأمثالها كُثر ينسقن بجهل لتلك الدراسات رغم أن أغلبها أبعد ما تكون عن الحقيقة .. فالملامح ليست بالضرورة تعكس التصرفات والسلوك لا بل ربما تكون على العكس تماماً .. فالتنشئة القويمة هي المعيار والبوصلة التي تحدد السلوك فكثيراً ما حكمنا على أحدهم بأنه (ثقيل دم) ومغرور لمجرد أن ملامحه غضة وبعد معاشرته اكتشفنا النقيض ! وكم حكمنا على شخص بأنه يفيض براءة وينضح وداعةً قياساً على محياه البشوش وقسماته الهادئة وإذا بنا نصاب بالخيبة والذهول ! بالمجمل ما تقدم لا يُمثل (صك براءة ) بالمطلق لأصحاب الجبهات العريضة والعيون الجاحظة ! وفي المقابل وقبل أن يتحسس الأصلع رأسه مزهواً ومُتبجحاً بأنه سخياً مُفرط الكرم فربما يكون بخيلاً مُدقعاً بما يشبه تصحر تضاريس رأسه ! ... مطلق الأحوال : تبقى الملامح براء من السلوك.