رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الساعد
محمد الساعد

الشرق الأوسط بعد ثماني سنوات عجاف مع أوباما !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كيف سيبدو الشرق الأوسط صبيحة اليوم التالي لخروج السيد أوباما من سدة الحكم، بعد ثماني سنوات عجاف امتلأت فيها شوارع العرب بالجثث، وتهدمت المدن وتمزقت الشعوب، كل ذلك كان باسم نشر الديمقراطية بالطريقة الأوبامية. لن تتوقف مأساة الشرق الأوسط عند هذا الحد، بل ستمتد لعقود طويلة للتخفيف من طريق الآلام الذي بدأ في تونس ولم ينته حتى اليوم. في الأول من فبراير القادم يغادر أوباما مكتبه البيضاوي، وسيتفرغ كسابقيه لجولة من الزيارات لنفس الدول التي حاول زعزعتها، وسيطلب مساعدتها في دعم مكتبته التي يزمع بناءها بعشرات الملايين من الدولارات، وسيقول كلاما مختلفا عن الذي يقوله اليوم، وسيبرر لمستقبليه الكرماء ما كان يفعله، لكنه ويا للأسف لن يحيي الأرواح التي فاضت، ولن يقيم الجدران التي دكت. تقوم الإدارة الأمريكية حاليا بمحاولة أخيرة لإغلاق الملفات المفتوحة، وتنظيف مخلفاتها في العراق وسورية وليبيا، قبيل أشهر من وصول الرئيس الجديد. على رأس تلك الملفات المثخنة بروائح الموت والقهر، دويلة داعش التي أنشئت برضا منها، داخل كواليس وزارة خارجية ومخابرات عربية، استضافت البعثيين بعد فرارهم بسراويلهم الداخلية من معركة بغداد. كان الهدف دك الدول العربية على أيدي المرتزقة، بعدما عجز الفيس بوك والنشطاء والحكوكيون عن هدمها، واستقطب لذلك عشرات الآلاف من الغلاة المتطرفين ليكونوا وقود معارك انتقامية عبثية، ثم التخلص منهم دفعة واحدة، كانوا مغفلين ورموا بأنفسهم وغلمانهم في سعير حرب ليست لهم. اعتقد «كبير الحقوقيين السيد أوباما» وطاقم إدارته من مؤيدي المثليين وشاربي قهوة ستاربكس، أن قناة تلفزيونية، وحزبا إسلامويا متطرفا و«شوية» شباب يتم تدريبهم على الثورات في صربيا لصالح المخابرات الأمريكية، ونشر ذلك في تويتر والفيس بوك، ستصنع المعجزات في الشرق الأوسط. لم يفهموا أنه لا يمكن لفكرة نشرت في مركز بحوث، أن تختصر قرونا من التراكم السياسي المدني، وأنها قادرة على أن تحول دولا لواحة من الديمقراطية على مقاس حكومة المقطم خلال أسابيع. في مصر، بيضة القبان، تقوم محركات أوباما ومعها صبيانها في المنطقة بالمناورة الأخيرة، لتصعيد الإخوان من جديد، أو إعادة تعويمهم داخل المشهد المصري، فالهدف النهائي هو إلحاق آخر الهزائم بآخر الجيوش العربية الكبرى، قبل أن تحين ساعة الرحيل. تخيل أولئك المغفلون أن العرب سيعيشون في شوارع كشوارع السويد، وحدائق وتعليم ورفاهية مثل النرويج، بعدما يتم وضع صندوق الانتخابات في المدارس العامة ودعوة المواطنين للتصويت. لقد ابتلي العالم كله بمجموعة من الأكاديميين الذين لا يفقهون في السياسة وتاريخ الشعوب وكيفية حكمها، إلا كما يفهم حمار جحا في زراعة اليقطين الأمريكي. في الأول من فبراير ستضحي المنطقة أكثر أمنا، بدون أوباما وبدون داعش وبدون الإخوان الإرهابيين، لكنها ستكون جاهزة لدول فيدرالية في سورية وفي ليبيا، وربما يمنين، تضم مكونات دفعت دفعا للتناحر والاقتتال والطائفية. نقلا عن "عكاظ"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up