رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

الإذاعة باقية وتَتَتَلْفَز!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بدأت السينما العربية كالعالمية خرساء ـ وهو التعبير الأدق من (صامتة) - فهل عرف العرب نجما سينمائيًا بدون كلام؟! بينما عرف العالم نجوما أدهشوا الجماهير وفطَّسوها من الضحك، من غير حوار كلامي، مع إمكانية وجوده، وأشهرهم الزميل (شارلي شابلن)، والأزمل منه (مستر بين)! وكلاهما جرَّب التمثيل (الملوسن) لكنه لم ينجح بالدرجة ذاتها؛ لأن العود على أول ركزة، وثقافة الصورة وحركة الجسد تكرست في المجتمعات (الغربية) بالمسرح والسيرك و(صندوق الدنيا)، قبل أن تعرف الإذاعة، التي لم تضمن استمراريتها هنااااك بعييييد إلا بالموسيقى، وبقيامها بالواجبات الاجتماعية في إرشاد الناس أثناء الثلوج والفيضانات والكوارث الطبيعية! ونادرًا ما (تسمع) عن مسلسلة إذاعية سحبت البساط ولو قليلًا من عروض المسرح، وأفلام السينما، ومسلسلات التلفزيون!! على العكس تماما في الثقافة العربية؛ فإنك لا تشاهد في المسرح غير الحوار الطويل الممل، الذي يمكن الاستغناء عنه بمشاهد بصرية مكثفة! ولا تعيش في السينما غير قصة إذاعية، لن يفوتك منها شيءٌ لو نمت ولم تستيقظ إلا مع المشهد الأخير؛ حيث يمكن أن يقص لك الأعمى كل شيء وكأنك (تراه)؛ كما فعل (محمود عبد العزيز) في فيلم (الكتكات)! أما ما يعرض في الفضائيات العربية من مسلسلات تلفزيونية، فيمكنك متابعتها كلها جميعها، بلا استثناء، ولا عدد، ولا تخصيص، وأنت مغمض العينين! وقد قلنا مراراتٍ عديدةً بديدةً: إن معظم حوارات السينارست الأعظم (أسامة أنور عكاشة) كانت مقالات عاطفية، وأبحاثا تاريخية إنشائية، فماذا تقول عن (أشيائنا) اليوم وكتاب السيناريو هم كتاب مقالات أصلًا، والأغلبية الكاسحة منهم من أقلام (كل شيء بريال)؟! واختر أفضل حلقة أعجبتك من (سيلفي) مثلًا، ستجد أن السيناريو ليس إلا (مقالة) سبق وكتبها صاحبها، ووزعها المخرج على نجوم العمل بمزاجه، هذا إن التزم المهرجون الكبااااااار بأي سيناريو مسبق! ولقد تحدثنا كثيرا مريرا عن هيمنة (السيناريو) الإذاعي على العقلية المسرحية والتلفزيونية العربية، وديكتاتورية الإذاعة ومصادرتها للكاميرا، ولكن هذا لا يقلل من دورها، وقد خرَّجت لنا قامات عظيمة في كتابة الدراما، كالأديب والشاعر والمسرحي والدبلوماسي الكبير/ حسين عبدالله سراج (1912ـ 2007)، وأستاذنا مقام الحجاز (يحيى با جنيد) الذي ما زال يستنكف عن الكتابة (المرئية)؛ رغم العروض المادية المسيلة للدموع!! نقلا عن مكة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up