رئيس التحرير : مشعل العريفي
 بندر بن عبد الله آل سعود
بندر بن عبد الله آل سعود

داوود أوغلو : العدالة والتنمية إلى زوال

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

من جديد يظهر أحمد داوود أوغلو ينتقد أردوغان، و سياساته التي أدت لانهيار الوضع في تركيا، وعزلتها عن العالم، وأصبح المجتمع الدولي ينتقد أردوغان وتدخله في شؤون الدول.
وهذه المرة، تشهد براقش على أهلها، إذ توقع أحمد داوود أوغلو، رفيق درب أردوغان، نهاية حزب العدالة والتنمية في تركيا، واختفائه من الساحة السياسية بسبب سيطرة حكم الفرد الواحد الذي أدى للاستبداد، وقضى على الحريات، وغيب العدالة، مماجعل أوغلو ينشق عن الحزب الحاكم، و يؤسس حزبا جديدا، أطلق عليه اسم (حزب المستقبل)، يضع فيه مبادئ تؤسس لدولة جديدة ما بعد أردوغان، و حزب العدالة والتنمية، لأن أردوغان سوف يصبح في مزبلة التاريخ. وعندما يذكره الشعب التركي، سوف يتذكر فيه الرجل المستبد الذي نهب أموال تركيا، و أقحمها في صراعات خارجية لم يكن لها أي داع أو فائدة للبلاد وشعبها، وجعل الشعب التركي يعيش في قلق و خوف بسبب القمع، و الاستبداد، و التعذيب.
واليوم ينهار هذا النموذج الردئ المتخبط من الأحزاب، لأنه حزب كان نموذجا لنظام الإسلام السياسي، خاصة في العالم العربي، ورسخته هذه الجماعات داخل مراكز إسلامية في أوروبا وأمريكا، مثلما انهارت من قبله الأحزاب الإخوانية في العالم العربي من مصر إلى تونس فالسودان. وقد شهد العالم كله أي نموذج سيئ لحكم هذه الجماعات المتزمتة تركه هؤلاء في السودان.. بل قل إنه كان أسوأ نموذج لحكم إسلامي في التاريخ الحديث. واليوم يشهد العالم نهاية هذه الأحزاب السياسية المقيتة التي تذرعت بعباءة الدين لتحقيق أهداف سياسية وخدمة أجندة أجنبية أبعد ما تكون عن الدين. وعليه فقد أدرك أوغلو أنه من الحكمة والمصلحة لبلاده وللعالم أن يعترف و لو متأخرا بأن تجربة حزب العدالة والتنمية كانت فاشلة، و قادت تركيا إلى الفشل، إضافة إلى إنها لم تصمد كثيرا عندما حاول الأخوان تطبيق هذا النموذج الفاشل في العالم العربي.
ولهذا يواجه أردوغان اليوم معارضة شديدة داخل تركيا، و الضغوط الشعبية تتزايد ضده، وضد حزبه، حتى المساندين له بدؤوا ينسلخون من حزبه ويتخلون عنه، مفكرين في تأسيس أحزاب جديدة تحاول تخليص تركيا من أردوغان، و استبداده، و انقلابه على الدولة المدنية في تركيا.
وثمة شعور داخل الأوساط السياسية، والشعبية يؤكد أن تركيا لايمكنها التقدم و التخلص من مشاكلها في ظل وجود حزب حاكم فاشل، ليس لديه رؤية واضحة لمستقبل أفضل لتركيا، يتحكم فيه شخص واحد، متجاهلا جميع الآراء، ولا يلقي بالا للانتقادات التي توجه ضد نظامه الاستبدادي.
ولهذا يمكننا القول إن تركيا تعيش اليوم أسوأ أيامها.. ليس بسبب الكورونا، بل بسبب رأس نظامها، وحزبه الذي يورط تركيا في سوريا وليبيا، و يبتز جيرانه الأوروبيين، ويساهم في انهيار اقتصاده، وانهيار عملته. وعليه، سوف تشهد تركيا تحولات سياسية تاريخية مهمة.. يؤكد هذا ضجيج أصوات المعارضين لأردوغان وحزبه الذي يعلو يوما بعد يوم، معلنا تدشين حراك جديد في المجتمع التركي الذي ضاق ذرعا بتصرفات أردوغان الصبيانية، التي ستنتهي به قريبا جدا لكي يصبح رئيسا مخلوعا، تماما كصنوه في السودان الذي بذل أردوغان الغالي والنفيس من أجل أن يبقى، لكن الشعب السوداني أبى، لأنه سئم الذل والهوان والاستغلال باسم الدين، وقريبا جدا سيفعل الأتراك الشيء نفسه، وربما بصورة صارخة أمثر؛ كما بشرنا أحمد داوود أوغلو.. أعرف الناس بأردوغان وحزبه الاستبدادي.. وأتمنى صادقا أن يكون هذا بمثابة جرس إنذار لكل من يتنكب طريق أردوغان لاستغلال الدين لتحقيق مآرب سياسية ضيقة.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up