رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد العوين
فهد العوين

هذا هو الحل مع كورونا!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يذكر د.شائم الهمزاني، أن لكلمة الوَعْي دلالات ومعان واستخدامات لغوية وشرعية واصطلاحية متعددة؛ إلا أنها بشكل عام تفيد بأن الوعي في مستواه الفردي إنما يعني : حالة نسبية من الرشد واليقظة الذهنية والكياسة ، تجمع بين وظائف كل من العقل والشعور الظاهر والقلب والوجدان والجوارح، في عملية تنظيمية مركبة تقتضي إدراك المعطيات (الرموز) وفهم مدلولاتها ودلالاتها ، وتجميع عناصرها السابقة والراهنة والمستقبلية ، والربط بينها ، واستيعابها أو استلهامها في محصلة كلية متكاملة ، وتكوين آراء واتجاهات واضحة وثابتة تجاهها واستحضارها والتفاعل معها ، في إطار البيئة المادية والاجتماعية المحيطة. ويأتي وعي الأشخاص في مضامينه ومستواه كجزء من الوعي الاجتماعي الكائن ، الذي يعكس معطيات الواقع الاجتماعي الكائن." وأنا سوف أتحدث عن أهمية الوعي في مواجهة كورونا سواء من قبل الدولة أو المجتمع. لاشك إن الدولة مارست هذا الوعي باحترافية منذ بداية الأزمة في مواجهة كورونا، فسخرت كل الإمكانيات المادية والطبية والصحية لمواجهة هذا الفايروس في البدء ،وكانت تقوم بخطوات مدروسة ومتتابعة في التعاطي مع هذا الفايروس بهدوء وإتزان، وهذا التعاطي أشادت به منظمات عالمية تهتم بالصحة وغيرها من المنظمات الدولية. بعد ذلك اتجهت الدولة بالتعاطي مع الأزمة من منظور آخر وهو إن هذه الأزمة قد تطول خاصة إذا لم يتمكن الطب من إيجاد لقاح لهذا الفايروس، لذلك لا يمكن إغلاق البلد وتوقف الحياة، كما شاهدنا دول أخرى تتجه نحو هذا الإتجاه ، كذلك ما نتج من أضرار اقتصادية على اقتصاديات دول العالم، حتى إن هناك شركات ومؤسسات ومحلات أعلنت إفلاسها، ولاشك إن السعودية تأثرت مثل بقية الدولة سواء على ميزانية الدولة بسبب الصرف الكبير على مواجهة هذا الفايروس حتى إنها تحملت جزءا كبيرا من نفقات القطاع الخاص- الرواتب- ودعمهم ببرامج أخرى، كذلك الخسائر الكبيرة التي حدثت للقطاع الخاص إجمالا. فقررت الانتقال إلى المرحلة الثانية في التعاطي مع هذا الفايروس بعد أن تمكّنت من حصر كل ما يتعلق بهذا الفايروس واتخذت كل الإجراءات التي تساهم في التخفيف منه بعد ذلك انحساره إن شاء الله. فرأت إن التعايش مع هذا الفايروس هو الحل لكن بشرط الالتزام بالاحترازات والمحاذير التي يجب الالتزام بها لمواجهة هذا الفايروس، وكأنها نقلت الكرة إلى ملعب المجتمع والناس ، ووضعتهم أمام المسؤولية المجتمعية وأنهم الآن أصبحوا شركاء مع الدولة في مواجهة الفايروس. وهنا تبرز أهمية الوعي في المجتمعات، فأصبح الوعي هنا هو المحك وهو طوق النجاة بعد الله في تجاوز هذه الأزمة، وأنا هنا أتحدث عن وعي الأفراد في الالتزام بالاحترازات وتطبيقها بكل دقة. ومن مظاهر الوعي على سبيل المثال لا الحصر لدى المجتمع، إلتزام رب الأسرة ورب العمل بالتعليمات، تطبيق المؤسسات والشركات لتعليمات وزارة ا لصحة، التبليغ من قبل الأفراد على كل من يخالف التعليمات، الخروج للضرورة، البعد عن الاجتماعات بكل أنواعها التي لست مضطرا لها. فإذا مرت هذه الأزمة بسلام وتجاوزها المجتمع فيعني هذا إن المجتمع يمتلك قدرا كبيرا من الوعي، وأن حصل انتكاسة فيعني إن المجتمع لا زال ينقصه الوعي، وإننا نلقي بأنفسنا وأسرنا وأطفالنا ومجتمعنا بالتهلكة. والخطورة في هذا الفايروس إن شخص واحد يخالف التعليمات قد يعرض حياة العشرات من أفراد أسرته أو المحيطين به وهنا مكمن الخطورة وأهمية وعي هذا الفرد في تجنيب حياة الآخرين للخطر والمرض أو الموت. وإن شاء الله سوف ننجح ونتجاوز هذه الأزمة بوعي أفراد المجتمع، ونجاح المجتمع في ذلك هو مؤشر للمستقبل، وإن أي أزمة قد يمر بها البلد والمجتمع سوف يتجاوزها المجتمع بنجاح و بدرجة امتياز بسبب اكتمال دورة الوعي لديهم، وأنهم وصلوا لمرحلة في صد أي أزمة أو مشكلة لأن المجتمع يملك الوعي الكامل. فهد محمد بن عوين

arrow up