رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أحمد العرفج
أحمد العرفج

العلم المدرار في كثافة التكرار

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

هُنَاك مَفاهيم يُقرِّرها النَّاس ويَنتقدونها، دُون التَّفكير في مُحتوَاهَا، أَو التَّمعُّن والتَّدقيق في فَوَائِدها، ومِن هَذه المَفاهيم مَفهوم التِّكرَار..! عِندَمَا كُنّا أَطفَالاً، كُنّا نَحفظ مَثَلاً يَقول: (التِّكرَار يُعلِّم الحِمَار).. ثُمَّ كبُرنا وكبُرت الحُمُر، وكبُر المَثَل أَيضًَا وتَطوَّر، فصِرنَا نَقول: (التِّكرَار يُعلِّم الشُّطَّار)..! ولَكن حِين تَمعنَّا في التِّكرَار، اكتَشفنا أنَّه سِلاحٌ فَعَّال، انتبه إليهِ وإلَى فَاعليّته القَائد العَظيم «نابليون بونابرت»، حَيثُ قَال: (لَا يُوجد إلَّا شَكلٌ وَاحِدٌ مِن أشكَال البَلَاغة، وهو التِّكرَار).. وكَأنَّ العَمّ «نابليون» هُنَا حَصَر البَلَاغة في التِّكرَار..! إنَّ التِّكرَارَ قِيمَةٌ فِكرية نَسيَها النَّاس، واستَغلَّها المُعْلِن الذَّكي، الذي يَعرف كَيف يَسحَب الأموَال مِن جيوب النَّاس، ويُدرك جَيدًا آلية عَمَل العَقْل البَاطِن للإنسَان.. فأنتَ عِندَما تَدخُل إلَى إحدَى البقَالَات، أَو مَرَاكِز التَّموين، ستّتجه مُباشرةً إلَى المَشروبَات الغَازية، وتَشتري إمَّا «بيبسي» أو «كوكاكولا»، والسَّبَب هو الضَّخّ الإعلَاني المُتكرِّر؛ الذي يُمجِّد ويُعيد ويزيد في اسم هَذين المَشروبين..! كَمَا أنَّ التِّكرَار مِن وَسَائل العِلَاج، فقَد ذَكَر الأُستاذ «ديل كارنيجي» في كِتَابه: «دَع القَلَق وابدَأ الحيَاة»، أنَّ مُهمّة كِتَابه؛ هي فَقَط تِكرَار حَقَائق قَديمة مَعروفة، مَع تَجسيمها وإبرَازها، لتُحفِّزك عَلى تَطبيقهَا..! إنَّ العَرب الأَوَائِل انتَبهُوا إلَى قِيمة التِّكرَار، ولَخَّصوا ذَلك في حِكمة شَهيرة تَقول: (في الإعَادَة إفَادة)، وهُم يَقصدون؛ أنَّ كُلّ تِكرَار يُضيف فَائِدَة جَديدَة..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَنْ نُكرِّر نَحنُ أيضاً فَوائِد التِّكرَار، ولَكن في الجَانب المُقَابِل؛ هُنَاك مَن يَستخدم التِّكرَار في جَانبه السَّلبي، فمَثَلاً الأُم التي تُنَادي ابنهَا دَائمًا بقَولها: (تَعال يَا حمَار)، و(اذهب يَا حمَار)، سيَتصرَّف ابنهَا -مَع الوَقت- كَأنَّه حِمَار..!!. نقلا عن المدينة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up