هل شيطان الشاعرات السعوديات ذكر؟!

من يقرأ كتاب (شاعرات من البادية) ـ بعد رمضان طبعًا ـ لا بد أن تدهشه النماذج التي قدّمها، وإن كان يعتقد أن المرأة (ما هيب كفو إبداع وشعر) فلن تجد صعوبةً في تشكيكه بأنهن مجرد أسماء مستعارة لشعراء ذكور، أرادوا أن يستثيروا غيرة الرجال ليستبسلوا في الدفاع عن أوطانهم، كما حدث في مدينة (الرس) عندما اقتحمها (إبراهيم باشا)، حيث نسب الكتاب لسيدة باسم (رقية العجمية) وأخرى باسم (رقية الصالحية الحربية) أبياتًا حماسية، لا يمكن أن يصدِّق جيل اليوم أن تقولها امرأتان وترسلاها مع (محرمٍ) للمقاتلين، فكيف يتخيل أنهما كانتا مشاركتين في القتال فعلًا مع كل النساء، كما كانت النساء تشارك في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم؟! ومن الذكاء الطبيعي أن يختار المؤلفون الحقيقيون اسم (رقية) لشيوعه في حاضرة (الرس)؛ حتى ليخيل إليك أن كل امرأة هناك اسمها (رقية)، ولو كانت رسميًا (سلوى الغفيلي) ـ مثلًا ـ المربية القديرة، والدة الزميل المتألق (ياسر العمرو)، التي اقترحنا أن تطلق الوزارة اسمها على ثانوية البنات (الرابعة) في الرياض، حيث ما زالت الجامعات تتسابق على قبول خرِّيجاتها ثقةً في سمعة رقية.. عفوًا: الأستاذة (سلوى الغفيلي)!! أما ما يؤكد الشكوك في زيف شعر النساء في هذا الكتاب، فهو المضمون الذكوري السافر، كما في قول أشهر شاعرات الغزل (نورة الحوشان)؛ معلنةً ندمها على إصرارها على الطلاق من زوجها: قلبي يحب حْبيِّبي مير يكوينْ ... مكوى يبين القيح به قبل دمِّهْ! أبغيه لو هو يطبخنْ ثم يشوينْ ... يبرد لهيب القلب ضمّه ولمّهْ! يا حلو قولة (هَيْشْ) يا ويش تبغين؟ أحلى من الطفل المفاغي على أمِّهْ!! أليس هذا تكريسًا لثقافة تهميش المرأة؟ وأن المرأة نفسها قد استمرأت الخنوع للرجل، على اعتبار أن قسوته وجلافته واحتقاره لها: أدلّة (عملية) على حبه لها واعترافه بأهميتها؟؟ تأمل بالله عليك الرجولة والهيبة في موسيقي (هَيْشْ)، وقارنها بموسيقى (الناعمين) في (ليلة حب) الكلثومية الوهابية، أو موسيقى (أنا لحبيبي وحبيبي إلي) الفيروزية الرحبانية!! وماذا لو سجل أحد دعاة (المرأة كلها عورة وعار) مقطعًا يستشهد فيه بهذه الأبيات، ووصل للسيد (بو كيمون) الأمم المتحدة (الدبُّوسية الآمريكية)؛ ليضع المملكة على قائمة الدول المنتهكة لحقوق (الهَيْشْ يا ويش)؟؟؟؟؟!! نقلاعن مكة