رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أحمد الشمراني
أحمد الشمراني

ليل جدة وحشني

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

• أرتبط مع جدة بعلاقة خاصة، فيها من الأسرار والحكايات ما جعلني أقول دون أن أعرف لماذا قلت (ليل جدة وحشني).
• هل خلف ذلك القول غربة المكان أم غربة الزمان، أم ذكريات داعبت فكري وظني.
• ليل جدة وحشني، هكذا عنونت مقالي اليوم قبل أن أدلف إلى التفاصيل.
• فتشت في شعر البدر عما يمكن أن يكون مدخلاً لحديثي عن ليل جدة الذي وحشني، وذابت لغتي في صمت الكلام.
• جدة أجمل من أن أحاصرها بسؤال يبحث عن جواب، وأرقى من أن أضعها بين أقواس كلمة ضائعة، أبحث عنها بين الكلمات المتقاطعة.
• جدة حباها الله بقبول، ربما لا تجده إلا عند من يزورها، وأحياناً حتى من لم يزرها يحبها، كما أحببت فيينا من خلال ليالي الأنس التي شدت بها أسمهان.
• أشعر بشوق يا جدة لليلك، ولتفاصيل هذا الليل، عبر بحرك الممتد وشوارعك وحاراتك، وفي القلب شوق حركه الفنان الجميل علي عبدالكريم، وهو يردد عندي شعور بنلتقي، عبر صورة كان فيها البحر يشارك علي الغناء.
• وعلي الصديق تواصلي معه شبه يومي، لكن علي الفنان لماذا تم تغييبه بهذا الشكل المؤلم، في ظل فضاء بات يعج بمن لوثوا آذاننا.
• علي فنان استثنائي، لا يمكن أن نرضى له وعليه هذا التغييب بسبب شركات إنتاج وقنوات سياستها إن لم تكن معنا فنحن ضدك.
• وأنا أسبر أغوار ليل جدة، كان يرافقني أحيانا صوت علي عبدالكريم وهو يصدح:
يا راويه علميني بعذب المقال
‏ واجبري كسر قلبي بحلو الخبر
‏الضنا قد براني وسود الليال
‏والهنا كيف اشوفه تالي العمر
‏يا راويه في كلامك ماي الزلال
‏والعسل والمعاني وريح الزهر
‏المطر والسنابل وحلو الجمال
‏والعيون النواعس واهل السمر
• البدر ومحمد عبده قدما لي في ليلة غربتي ووحشتي وشوقي لـ(جدة) هذا الجمال:
وكلَّما أسافر لجدَّه
‏الَّلي فيها القلب ساكن
‏ترجع سنين القصيد
‏كم كتبت عيونك إنتي وما كتبت
‏لو أقول الشعر جدة.. ما كذبت
• وعن جدة ولها كتب الشاعر (أحمد صادق)، وغنى محمد عبده هذا النص الفخم..
عروس بحر بالجمال توشحت
‏باتت مسهدة الجفون وسهرت
‏كم عاشقاً متولهاً في حبها
‏تركته مشدوهاً بها وتبعدت
‏أم غادةٌ هيفاء في أبهى الحلل
‏في ليل عرس للحبيب تزينت
‏تزهو على كل الحسان بحسنها
‏صوغ المعاني يممت ولها سعت
‏عاش الحبيب مقربا من قلبها
‏وبحبه عاشت ولا يوم خلت
• انتهت الرواية يا صديقي، وما زال السؤال قائماً لماذا ليل جدة وحشني؟
نقلا عن عكاظ

arrow up