رئيس التحرير : مشعل العريفي
 هيلة المشوح
هيلة المشوح

الإعلام.. تحديات خارجية وداخلية !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يواجه الإعلام الرسمي السعودي تحديات كبرى في الخارج؛ كونه إعلاماً يعكس توجه دولة لها ثقلها ومكانتها وأيضاً نزاهتها وتاريخها الناصع، فاعتماده على المعلومة الصادقة واتزان الطرح ضرورة وعلامة فارقة اتسم بها إعلامنا منذ الأزل، وهي سمة لم تتغير أو تتبدل مع متغيرات الزمن، بل التزم بها كل رئيس مؤسسة إعلامية أو صحفية أو صاحب طرح؛ سواء كاتب رأي أو صحفياً تبعاً للمؤسسة التي ينتسب إليها والتي بدورها تتبع سياسة الدولة في هذا المبدأ الثابت والراسخ كما أسلفت، ولكن هذه السمات تواجه على أرض الواقع إعلاماً عالمياً مغايراً يعتمد على البروبغندا والوسائل الأكثر جذباً والأقل مصداقية وهذه إحدى المعضلات التي نواجهها، فالتعامل مع إعلام يحترف الصخب وعدم الاكتراث بمصداقية الطرح ودقة المعلومة يضعنا في مواجهة غير متعادلة خصوصاً في الدفاع عن قضايا الوطن أو تصحيح الصورة النمطية للمملكة عند البعض.
أما داخلياً فالأمر أكثر تعقيداً، فقد يكون للتحديات الآنفة حل بشكل أو بآخر، ولكن حين تكون الطعنات والتحديات من الداخل وبمحركات قد تكون خارجية وعدو يخترقنا بأدوات محلية وفئات اجتماعية تتأثر بهذه المحركات وتسايرها بواسطة تيار عمل لعقود على التعبئة ضد الإعلام ومن ينسب إليه ليجدد حضوره بشكل مغاير ومظهر براق، وأستحضر هنا قصة عابرة تختصر الكثير مما ذكرته آنفاً، فقبل أيام عرضت قناة الإخبارية تقريراً عن منطقة الباحة ذكر المراسل بعفوية وأسلوب بسيط تردي خدمة الإنترنت هناك، فنفاجأ بالهجوم على القناة بشراسة لتختزل تلك الحادثة كل ما يتم ضخه من تشويه وسخط ضد الإعلام، بينما المفترض عكس ذلك، فالقناة قدمت واقعاً ومصداقية في الطرح تخدم المشاهد وتحل إشكالاً قائماً، وهذا هو صميم العمل الإعلامي في نقل الصورة الحقيقية للخدمات سواء إيجابية أو سلبية، فهو العين الفاحصة والوسيلة الناقلة التي قد يتطور عملها لأبعد من الحدث إلى ما وراء الحدث كما فعلت إمارة منطقة الباحة بالتوجيه بحل المشكلة فوراً، ولكن يبقى هذا التصيّد والتأجيج مزعجاً ومقلقاً ومحبطاً ويتوجب المبادرة بمعالجته، فالإعلام هو صوت الوطن، وهو صوت المواطن الذي يعكس واقعه ويلامس قضاياه وينقلها بلا رتوش وليس عدواً يتم تنميطه بهذا الشكل المشوه القابل للهجوم في أي لحظة وبلا أي «قيود»، وهذه مجرد حادثة من جملة أحداث يومية يواجهها الإعلامي والكاتب وقد تحملت -ككاتبة رأي- كما تحمل غيري من كتاب ورؤساء تحرير ومديري قنوات وإعلاميين الكثير من هذه الهجمات والتربص على مر عقود وقد تصل حد التنمر والتجاوزات والتعريض، ولا تصب على كل حال سوى في صالح الإعلام المعادي الذي يجد من يقوم بدوره على أكمل وجه!
نعلم جيداً أن الإعلام مهنة شاقة تعتريها العقبات كونها بمثابة الوسيط الناقل والمؤتمن على الصورة الحقيقية لأي مجتمع، ونعلم أيضاً أن الإعلامي يتكبد المصاعب الكبيرة في أي مكان في العالم ويجب أن يتهادن تلك المتاعب ويقبلها دون تذمر، ولكن أن تصبح الهجمات مستمرة ضد الإعلام ومن ينتسب إليه بالتشكيك والتجاوزات الممنهجة حد التضييق فيصبح الإعلامي مشتتاً بين تأدية واجبه، وبين صد الهجمات المتتالية ضده فهذا وضع غير اعتيادي ويجب الالتفات إليه فوراً وتحديد الخلل.. وإيقافه، وهذا الأمر منوط بالمؤسسة الإعلامية ككل بالتعاون مع جهات عدة لإعادة قوة «السلطة الرابعة»!
(نقلا عن عكاظ)

arrow up