رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د.بدر بن سعود ال سعود
د.بدر بن سعود ال سعود

الإسلام لا يقبل التجنيس ولا الربط بالهوية

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الفرنسيون لا يحتفظون بعلاقة طيبة مع الأديان على اختلافها، وخصوصاً مع الدين الإسلامي، ولدرجة تفسير الفوز التاريخي لحزب الخضر الفرنسي في الانتخابات البلدية الأخيرة بأنه يعود إلى لونه الأخضر، وأن اللون يمثل الإسلام وهو المفضل عند الرسول الكريم، وسوَّق لهذه الفكرة إريك زمور صاحب رواية (الانتحار الفرنسي) وقوبلت تصوراته بسخـرية واسعة في منصـات التواصل الاجتماعي، حتى أن بعض الناشطين قاموا بنشر صور لأشياء باللون الأخضر، كإشارت المرور والبازلا وعصير التفاح الأخضر.
قبل هذا وفي الربع الأول من السنة الحالية، خرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمصطلح جيد اسمه الانفصال الإسلامي، واختار مسجد النور الكبير في مدينة مولوز الفرنسية لمناقشته، والمسجد أسس بتمويل قدره 28 مليون يورو من مؤسسة قطر الخيرية، المعروفة بنشاطاتها المشبوهة في أوروبا والعالم، ويقوم على الإمامة فيه رجال دين من تركيا والجزائر، ويمثل نقطة جذب لجماعات الإسلام السياسي وعلى رأسهم "الإخوان المسلمين"، وقال الرئيس الفرنسي بأنه يخطط لتحرير المساجد وحلقات التدريس التي تُقام بداخلها من التأثيرات الأجنبية، بالإضافة لاستبدال الأئمة المرسلين من دول خارجية بأئمة من فرنسا يتكلمون لغتها ويعبرون عن ثقافتها، وما طرحه يدخل ضمن استراتيجية وطنية لمواجهة التطرف الإسلامي في المجتمع الفرنسي، وفك عزلة المسلمين الفرنسيين وإدماجهم، وبما يحقق استعادة قيم الجمهورية وحمايتها.
معاناة المسلمين في فرنسا مصدرها اليمين المتطرف، وهو المؤسس لنظرية الاستبدال الكبير التي تتداولها الأحزاب اليمينية الغربية، وتعتقد بأن المسلمين سيحلون محل الأوربيين في دولهم، وسيدمرون الثقافة والحضارة الغربية، ورغم ما قيل استقبل اليمين الفرنسي في سنة 2017 ما قيمته 8 ملايين يورو من دولة خليجية، لإنقاذ الجبهة الوطنية من أزمة اقتصادية حادة في فترة الانتخابات الرئاسية.
الإحصاءات الفرنسية تشير إلى أن ما يقرب من 42 % من المسلمين يتعرضون إلى التمييز العنصري على أساس الدين بتحريض من اليمين الفرنسي، رغم أن القانون الفرنسي يغرم على إثارة الكراهية الدينية، والمفارقة أن فيكتور هوغو كبير روائيي فرنسا ومؤلف أحدب نوتردام والبؤساء أسلم وتم التكتم على إسلامه، وكتب قصيدة في مدح الرسول الكريم سنة 1858 أسماها (العام التاسع للهجرة) وغالبية من يعملون على تطوير لقاح فرنسي لكورونا من الشباب العربي، وأعمارهم ما بين 24 و33 سنة
فرنسا لا تستطيــع فرض نموذجهــا على الآخرين، ومن غــير المعقول تجنيس الإسلام وربطه بالهوية الفرنسية أو بغيرها، وتوظيف أحداث نادرة واستثنائية من نوع مجزرة صحيفة (شارلي إبيدو) في 2015 لتشويه صورته، وإذا كان المتورطون فيها من إرهابيي القاعدة وأفقدت 12 شخصاً حياتهم، معظهم من غير المسلمين، فقد دفع 50 مسلماً حياتهم وهم يصلون الجمعة سنة 2019 في مجزرة (كرايست تشيرتش) النيوزلندية، بسبب أشخاص يؤمنون بسيادة العرق الأبيض.
نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up